وقوله تعالى: " يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم " هذا تهديد لا كما يتوهمه بعض الناس من أنه إرشاد إلى الجواب حيث قال الكريم حتى يقول قائلهم غره كرمه, بل المعنى في هذه الاية: ما غرك يا ابن آدم بربك الكريم أي العظيم حتى أقدمت على معصيته وقابلته بما لا يليق. يقول تعالى ذكره: يا أيها الإنسان الكافر ، أي شيء غرك بربك الكريم ، غر الإنسان به عدوه المسلط عليه كما: حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة " ما غرك بربك الكريم " شيء ما غر ابن آدم هذا العدو الشيطان. الحسن: غره شيطانه الخبيث. كيف؟ والسياق سياق الوعيد والكلام ينتهي إلى مثل قوله: " وإن الفجار لفي. وقوله تعالى: "في أي صورة ما شاء ركبك" قال مجاهد: في أي شبه أب أو أم أوخال أو عم. قال فمن يشبه ؟ قال: يا رسول الله من عسى أن يشبه إما أباه وإما أمه. قوله تعالى: " يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم - إلى قوله - ركبك " عتاب وتوبيخ للانسان، والمراد بهذا الانسان المكذب ليوم الدين - على ما يفيده السياق المشتمل على قوله: " بل تكذبون بيوم الدين " وفي تكذيب يوم الدين كفر وإنكار لتشريع الدين وفي إنكاره إنكار لربوبية الرب تعالى، وإنما وجه الخطاب إليه بما أنه إنسان ليكون حجة أو كالحجة لثبوت الخصال التي يذكرها من نعمه عليه المختصة من حيث المجموع بالانسان.
ملحم بركات لما حبيبك غاب عنك
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا ابن أبي عمر, حدثنا سفيان أن عمر سمع رجلاً يقرأ " يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم " فقال عمر: الجهل. هو الله المنشاوي يخترق الروح ليصل الى افاق بعيدة الشيخ يبكي والجمهور ينصت ويبكي. وقال عمر رضى الله عنه: كما قال الله تعالى " إنه كان ظلوما جهولا " [الأحزاب:72] وقيل: غره عفو الله، إذ لم يعاقبه في أول مرة. وقال يحيى بن معاذ: لو أقامني بين يديه فقال ما غرك بي؟ فأقول: غرني بك بربك بي سالفاً وآنفاً. وقال ابن عباس: الانسا ن هنا: الوليد بن الغيرة. وقوله تعالى: "الذي خلقك فسواك فعدلك" أي ما غرك بالرب الكريم "الذي خلقك فسواك فعدلك" أي جعلك سوياً مستقيماً معتدل القامة منتصبها في أحسن الهيئات والأشكال. فقال النبي صلى الله عليه وسلم عندها: مه لا تقولن هكذا إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله تعالى كل نسب بينها وبين آدم ؟ أما قرأت هذه الاية في كتاب الله تعالى في أي صورة ما شاء ركبك" قال: شكلك. ومن هنا يظهر أن لا محل لقول بعضهم: إن توصيف الرب بالكريم من قبيل تلقين الحجة وهو من الكرم أيضا. ي ا ق و م إ ن م ا ه ذ ه ال ح ي اة الد ن ي ا م ت اع الشيخ محمد صديق المنشاوي سورة غافر. رواه الحسن عن عمر رضى الله عنه. وقد قال عكرمة في قوله تعالى: "في أي صورة ما شاء ركبك" إن شاء في صورة قرد وإن شاء في صورة خنزير, وكذا قال أبو صالح "في أي صورة ما شاء ركبك" إن شاء في صورة كلب وإن شاء في صورة حمار وإن شاء في صورة خنزير. قران كريم سورة البقرة عبد الباسط عبد الصمد. والمعنى: ماذا أمنك من عذابه؟ قال عطاء: نزلت في الوليد بن المغيرة. لثقتي بحلمك، وأمني من عقوبتك.
وقال الفضيل بن عياض: لو قال لي ما غرك بي لقلت: ستورك المرخاة. وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا إسحاق بن سليمان البغدادي المعروف بالقلوسي حدثنا بيان بن حمران حدثنا سلام عن منصور بن زاذان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله ملائكة يعرفون بني آدم ـ وأحسبه قال: ويعرفون أعمالهم ـ فإذا نظروا إلى عبد يعمل بطاعة الله ذكروه بينهم وسموه وقالوا أفلح الليلة فلان, نجا الليلة فلان, وإذا نظروا إلى عبد يعمل بمعصية الله ذكروه بينهم وسموه وقالوا هلك الليلة فلان", ثم قال البزار: سلام هذا أحسبه سلام المدائني وهو لين الحديث. 6 - (يا أيها الإنسان) الكافر (ما غرك بربك الكريم) حتى عصيته. وهكذا رواه ابن أبي حاتم والطبراني من حديث مطهر بن الهيثم به, وهذا الحديث لو صح لكان فيصلاً في هذه الاية ولكن إسناده ليس بالثابت, لأن مطهر بن الهيثم قال فيه أبو سعيد بن يونس كان متروك الحديث, وقال ابن حبان, يروي عن موسى بن علي وغيره ما لا يشبه حديث الأثبات, ولكن في الصحيحين عن أبي هريرة " أن رجلاً قال: يا رسول الله إن امرأتي ولدت غلاماً أسود, قال:هل لك من إبل ؟ قال نعم, قال: فما ألوانها قال: حمر, قال: فهل فيها من أورق قال: نعم, قال: فأنى أتاها ذلك قال: عسى أن يكون نزعة عرق. قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا وكيع حدثنا سفيان ومسعر عن علقمة بن مرثد عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكرموا الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى حالتين الجنابة والغائط, فإذا اغتسل أحدكم فليستتر بحرم حائط أو ببعيره أو ليستره أخوه".
ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك
الصوت الخالد المنشاوي يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم. وناس يقولون: ما غرك: ما خدعك وسول لك، حتى أضعت ما وجب عليك؟ وقال ابن مسعود: ما منكم من أحد إلا وسيخلو الله به يوم القيامة، فيقول له: يا بن آدم ماذا غرك بي؟ يا بن آدم ماذا عملت فيما علمت؟ يا بن آدم ماذا أجبت المرسلين؟. أخرج ابن ابي حاتم عن عكرمة في قوله يا أيها الإنسان ما غرك الآية قال أنزلت في أبي بن خلف. وقال أيضاً: حدثنا عمر بن شيبة, حدثنا أبو خلف, حدثنا يحيى البكاء, سمعت ابن عمر يقول وقرأ هذه الاية "يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم" قال ابن عمر: غره والله جهله, قال: وروي عن ابن عباس والربيع بن خثيم والحسن مثل ذلك وقال قتادة: "ما غرك بربك الكريم" شيء, ما غر ابن آدم غير هذا العدو الشيطان. وقال ذو النون المصري: كم من مغرور تحت الستر وهو لا يشعر. فاستحسن جوابه فأعتقه. وقال عكرمة: ابي بن خلف. قال: وهذا عسى أن يكون نزعة عرق". 6- "يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم"، ما خدعك وسول لك الباطل حتى أضعت ما وجب عليك. يا أيها الانسان ماغرك بربك الكريم عبدالباسط عبدالصمد. وروي عن علي رضي الله عنه أنه صاح بغلام له مرات فلم يلبه، فنظر فإذا هو بالباب، فقال: مالك لم تجبني؟ فقال. قال إبراهيم بن الأشعث: قيل للفضيل بن عياض: لو أقامك الله تعالى يوم القيامة بين يديه، فقال لك: " ما غرك بربك الكريم" [ الإنفطار:6]؟ ماذا كنت تقول؟ قال: كنت أقول غرني ستورك المرخاة، لأن الكريم هو الستار.
What hath made thee careless concerning thy Lord, the Bountiful, 6 - O man! وقيل: نزلت في ابي الاشد بن كلدة الجمحي. وقوله تعالى: " وإن عليكم لحافظين * كراما كاتبين * يعلمون ما تفعلون " يعني وإن عليكم لملائكة حفظة كراماً فلا تقابلوهم بالقبائح فإنهم يكتبون عليكم جميع أعمالكم. قال البغوي: وقال بعض أهل الإشارة: إنما قال بربك الكريم دون سائر أسمائه وصفاته كأنه لقنه الإجابة وهذا الذي تخيله هذا القائل ليس بطائل لأنه إنما أتى باسمه الكريم لينبه على أنه لا ينبغي أن يقابل الكريم بالأفعال القبيحة وأعمال الفجور, وقد حكى البغوي عن الكلبي ومقاتل أنهما قالا: نزلت هذه الاية في الأسود بن شريق ضرب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعاقب في الحالة الراهنة فأنزل الله تعالى: " ما غرك بربك الكريم ". وقال الكلبي ومقاتل: نزلت في الأسود بن شريق ضرب النبي فلم يعاقبه الله عز وجل، فأنزل الله هذه الآية يقول: ما الذي غرك بربك الكريم المتجاوز عنك إذ لم يعاقبك عاجلاً بكفرك؟ قال قتادة: غره عدوه المسلط عليه يعني الشيطان قال مقاتل: غره عفو الله حين لم يعاقبه في أول مرة. وأنشد أبو بكر بن طاهر الأبهري: يا من غلا في العجب والتيه وغره طول تماديه.
ما غرك بربك الكريم اعراب
وقوله تعالى: "كلا بل تكذبون بالدين" أي إنما يحملكم على مواجهة الكريم ومقابلته بالمعاصي تكذيب في قلوبكم بالمعاد والجزاء والحساب. فقوله تعالى: " يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم " استفهام توبيخي يوبخ الانسان بكفران خاص لا عذر له يعتذر به عنه وهو كفران نعمة رب كريم. غرك من ربك إمهاله وستره طول مساويكا. 6- "يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم" هذا خطاب الكفار: أي ما الذي غرك وخدعك حتى كفرت بربك الكريم الذي تفضل عليك في الدنيا بإكمال خلقك وحواسك، وجعلك عاقلاً فاهماً، ورزقك وأنعم عليك بنعمه التي لا تقدر على جحد شيء منها. وقال ابن جرير: حدثني محمد بن سنان القزاز, حدثنا مطهر بن الهيثم, حدثنا موسى بن علي بن رباح, حدثني أبي عن جدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "ما ولد لك ؟ قال: يا رسول الله ما عسى أن يولد لي إما غلام وإما جارية. ي ا أ ي ه ا ال إ نس ان م ا غ ر ك ب ر ب ك ال ك ر يم خشوع م بكي للشيخ المنشاوي. وقال ابن مسعود: ما منكم من /أحد إلا سيخلو الله به يوم القيامة. وقال الحسن: فجر الله بعضها في بعض فذهب ماؤها, وقال قتادة: اختلط عذبها بمالحها. وقال الحسن: غره شيطانه الخبيث، وقيل حمقه وجهله، وقيل غره عفر الله إذا لم يعاجله بالعقوبة أول مرة.
وقال أبو بكر الوراق: لو قال لي: ما غرك بربك الكريم؟ لقلت: غرني كرم الكريم. وقال السدي: غره رفق الله به. يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم المنشاوي O Mankind What Has Deceived You Concerning Your Lord. What has seduced thee from thy Lord Most Beneficent? "وروى غالب الحنفي قال: لما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم " قال: ((غره الجهل)) "و " قال صالح بن مسمار: بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ (( ياايها الإنسان ما غرك بربك الكريم))؟ فقال:((غره جهله)) ". وقيل للفضيل بن عياض: لو أقامك الله يوم القيامة فقال: ما غرك بربك الكريم؟ ماذا كنت تقول؟ قال: أقول غرني ستورك المرخاة. يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم رائعة سورتي الانفطار والفجر بصوت قارئ القلوب محمد صديق المنشاوي. يقول تعالى: "إذا السماء انفطرت" أي انشقت كما قال تعالى: "السماء منفطر به" "وإذا الكواكب انتثرت" أي تساقطت "وإذا البحار فجرت" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: فجر الله بعضها في بعض. قال قتادة: غره شيطانه المسلط عليه.