تحدث رشدي وهو ينهض من مقعده متجها صوب فرانسو: وانت عرفت بثينة منين؟. أشار فرانسو لخاله بغيظ شديد: هو اللي شبط فينا وكان لازم حد يقعد في البيت عشان معاد متابعة والدتي. فتحت فاطمة فمها ببلاهة شديد لاجابته مبتلعة ريقها برعب طفولي غبي: تج. ابتعدت ماسة وهي تقول ببسمة واسعة: طب والله يا بوسي وماليكِ عليا حلفان فرحتي فيكِ كبيرة اوي ياقلبي، ربنا يعمر بيته يارب اللي فكر يخلصنا منك.
مبروك الخطوبه بنت عمي
اغتاظت نحمده كثيرا من حديث فاطمة لتركض جهتها ممسكة يدها تجبرها على النظر في وجهها وهي تصيح بغيظ شديد: بصيلي كده وأنتِ بتتكلمي يا ختي، ايه هو اللي مش هتنزلي ده؟ هو أنتِ يابت عشان لقيتي واحد يعبرك هتشوفي نفسك ولا ايه؟. هكذا تسائلت فاطمة بتعجب شديد لتبتسم بثينة بسخرية كبيرة: لسه متشرفناش بيه بس قريب ه... توقفت بثينة عن الحديث بسبب صوت الزغاريد الذي ملء الغرفة وصوت ماسة يصدح في المكان مهلل بصخب: يا الف نهار ابيض يا الف نهار مبروك، بوسي هتتجوز؟ دي القيامة هتقوم يا جدعان. كان فرج يبكي كطفل صغير وهو ينظر بصدمة لابنه الذي جاء ناويا ضربه، فجأة شعر فرج بأحد يسحبه لاحضانه والذي لم يكن سوى هادي الذي ضمه بحنان شديد مربتا عليه وقد شعر بقلبه يحترق جراء تلك الدموع وهو الذي لم يرى يوما وجه فرج حزين منذ ولادته كان دائما يمزح ويضحك حتى أضحى كرفيق له وليس رجل كبير في السن، وكان هادي يعامله على هذا الأساس. لتتحرك عمتها جهتها وهي تمد يدها ببعض الأموال متحدثة بنبرة حانقة متأففة كعادتها: بقولك خدي روحي هاتي اااا... توقفت نحمده عن الحديث بصدمة وهي ترى ردة فعل فاطمة الجديدة عليها كليا حيث قلبت فاطمة عينها بملل شديد متجها صوب غرفتها بعدم اهتمام: معلش يا عمتي انا تعبانة نزلي منار واهو على الأقل تخرج من الأوضاع بدل ما هي 24 ساعة قدام تليفونها. هكهربك مرة قبل الاكل ومرة بعد الاكل زي الدوا كده، و لو ربنا كرمك وعيشتي هجيب طشت ( طبق كبير) وأغطسك فيه لغاية ما تبقللي... ابقلل؟. بتتحامى فيهم؟ مفكر هسيبك في حالك يعني؟ ياراجل اعمل حاجة في دنيتك بدل التفاهة والعيشة المقرفة بتاعتك دي، ده إنت عايش ولا الاهبل. رفع رشدي يده ملوحا بها في الهواء يؤكد على حديث هادي ليبتسم لهم فرانسو بفرحة ثم يقول بحماس شديد: طب اجيب خالو امتى طيب؟. صدمت فاطمة من حديثه، اي عريس هذا؟ فهي للتو كانت مع بثينة ولم تخبرها شيء. ابتسم وهو يضع الكوب على الطاولة متحدثا وكأنه سادي بالفعل يستمتع بالتعذيب:. خلاص بقى امسح دموعك دي لتعدي ام اشرف وهي رايحة السوق وتشوفك كده فتصرف نظر عنك. الف الف مبروك الزواج. نكز رشدي هادي في خصره بغيظ شديد ليتحدث: خلاص يا هادي خلاص يا حبيبي الواد يا عيني تقريبا فكر أنه قتلك قتيل من بصاتك خف شوية.
تحدث هادي بحنق شديد: يبوروا ايه بس يا حاج؟ امال إنت جاي لمين؟ ولا يكونش مرات عمي الله يرحمه القطر هيفوتها؟ ما تشوف خالك يا عم فرانسو. كادت بثينة تجيبها بحديث لاذع لكن ماسة لم تمنحها الفرصة فقد خرجت سريعا وهي تقول: طب يا جماعة عن اذنكم بقى اشوف الشاي لأن زي ما انتم عارفين إذا حضرت الشياطين بقى. اقترب الشاب بحنق شديد وهو يساعد هادي لينهض: ايه يا هادي مطولش ولا ايه؟. خرج زكريا بسرعة من المحل للشارع وهو يلمح بعينه ما جعل عروقه تنفر في جسده حيث كان هناك أحد الشباب يمسك فرج من ثيابه بعدما خرج من المحل بطريقة مهينة يهزه بغضب شديد صارخا في وجهه... انتبه كلا من رشدي وهادي للامر ليركض الاثنان سريعا جهة الشجار الذي يدور بين رفيقهم وذلك الشاب والذي كان الابن الأوسط لفرج من بين أبناءه الأربعة، ففرج يملك اربع أبناء؛ ثلاث رجال وفتاة وجميعهم متزوجون ويعيشون في منازل مستقلة بعيدا عنه عدا ابنه الأكبر الذي يعيش معه في نفس المنزل هو وزوجته وأولاده. أنهى الامام صلاة الجمعة ثم أخبر الجميع بالانتظار وبعدها بدأ في اشهار زواج زكريا على فاطمة لتنهال المباركات من جميع المصلين على زكريا بينما كان هادي يستند بظهره على أحد الأعمدة بحنق شديد يلعن ذلك الفرانسو الغبي فهو كان من المفترض أن يذهب لخطبة شيماء اليوم بشكل رسمي ويحدد موعد عقد القرآن، لكن مجئ ذلك الغبي حال دون ذلك... كان رشدي يكتم ضحكته على ملامح هادي بصعوبة شديد وهو يربت على كتفه مواسيا:. ابتسم له احمد مشيرا للمشروبات أمامه: هو انا بس كنت عايز سن اب مش بيبسي عشان مش بحبه وياريت لو فيه تلج اكون شكور ليكم. ابتسم لها زكريا ثم استدار لفاطمة وتحدث بشيء سريع خطر على باله: وكمان بعد اذنك لو تسمحيلي بعدها اخدها ونروح اي كافيه و... ترك زكريا كلماته معلقة وهو يفرك رقبته بإحراج ثم سارع بالتحدث: شوية كده والجمعة هتأذن وبعد صلاة الجمعة انا هشهر جوازنا عشان الكل في الحارة يعرف. نظرت له بثينة من أعلى لاسفل بتعجب فحتى وإن كانت ترفض الزواج به فهي لا تنكر أنه شبه خالي من العيوب فهو حسن المظهر بتلك الملامح الأجنبية وأيضا يبدو من ثيابه أنه ميسور الحال إذا ماذا حدث ليضطر إلى تكبد كل هذا العناء من أجل الحصول على زوجة، وأتى جوابها سريعا وهي تستمع لجملته التالية التي ألقاها بلا أدنى اهتمام في وجهها: محتاج واحدة تقبل تتجوزني وتربي ابني... ابتسم بخبث يراقب صدمتها وقد حقق مراده ليهمس مكملا حديثه الخبيث: وطبعا مش هلاقي حد في ادبك و طيبتك تربيلي ابني، ها قولتي ايه يا بوسي؟. دخلت بثينة رفقة والدتها دون حتى أن ترفع عينها في أحد ليتحرك هادي مشيرا للجميع بالقدوم مع للخارج ليتركوا لهما فرصة للتحدث سويا. مبروك الخطوبه بنت عمي. هي تعلم جيدا وقاحة ماسة لذا اوقفتها عن الحديث وفي تلك اللحظة فُتح باب غرفة شيماء بعنف لتدخل منه بثينة كما لو كانت في هجوم على أحد أوكار الإرهاب... صرخت ماسة بفزع مصطنع وهي تبعد طرف البلوزة الخاصة بها عنها تنفخ فيها بخوف: تف تف تف يا ستير يارب، يا قاعدين يكفيكم شر الجايين... انهت حديثها وهي تضع يدها على قلبها تمثل الفزع بينما بثينة تجاهلتها كليا وهي تتجه صوبهم تجلس على الفراش جوار شيماء لتنهض ماسة وهي تقول بضيق شديد: هروح اشوف الشاي زمان ماما خلصته، تطفحي حاجة يا بثينة؟.
الف الف مبروك الزواج
تحرك الشاب ببطء بسبب جروحه متوعدا للجميع برد الصاع صاعين، تاركا خلفه فرج يبكي بحزن على ما حدث لابنه وما وصل إليه... ابعد هادي يد فرانسو عنه ثم اتجه صوب فرج وهو يضمه إليه مقبلا رأسه بحنان: خلاص يا فرج، اديني ضربتهولك ضرب مش بضربه غير للحبايب. ثم نظر لرشدي الذي كان يضحك بعنف شديد وهو يقول: استنى يا رشدي اجيب الخلاط واجي معاك نشوف حواري مع اختك، اياكش اتجوزها قبل الخمسين. لم تجبه فاطمة ليقترب منها زكريا وهو يميل على الطاولة ليصل لها ثم همس لها بنبرة مخيفة: اكيد بهزر طبعا يا فاطمة بس قوليلي بقى مين ده اللي وصلك فكرة اني ممكن في يوم امد ايدي على ست؟ لا وكمان مراتي؟. اجابه هادي الذي يقف على الباب من الخارج: نعم يا زكريا. كان هادي يضرب الشاب بعنف لم يخرج منه سابقا حتى في أكثر شجاراته شراسة متذكرا دموع رفيقه وشهقاته بين أحضانه حتى كاد يزهق روح الشاب بين يديه لولا زكريا الذي جذبه بعنف شديد بمساعدة فرانسو ورشدي الذي انطلق للشاب وجعله ينهض بغضب شديد وهو يصرخ في وجهه: اسمع ياض اقسم باللي خلقني وخلقك رجلك تدب ام الحارة دي مرة تانية انا هسيبك ليه وبعدها هتشرفني في الحجز سامع؟. أن فرج صديقه ورفيقه الذي يمازحه ويضحك معه والان يبكي في أحضانه كطفل صغير... وانت مال امك انت؟ بتتدخل بيني وبين ابويا ليه! ابتسم لها فرانسو ثم اقترب منها وهو يقول ببسمة خبيثة تنافس خباثة بثينة: ها يا قمر تحبي أخرج واكسب ثواب في رشدي المسكين ولا استر عليكِ من باب إنك مراتي والمك واعلمك الادب؟. الف الف مبروك زواج بنتك. تحدث زكريا وهو يضحك بعنف على ملامح هادي المغتاظة من كل ما يجري: ومجبتهوش ليه طيب؟. وأنتِ شايفة إن فيكِ حاجة تتحب!
امسك فرانسو يده وهو يضحك بشدة: معلش امسحها فيا بص يا سيدي نادي العروسة اشوفها وخلينا نخلص. لم يتمكن هادي من كبت ضحكاته على حديث رشدي ليسقط ارضا ضاحكا وهو يتخيل ابنة عمه بحديثها وتصرفاتها تلك زوجة لذلك الشاب برائحة الكرواسون كما يقول رشدي. نظر رشدي للشاب وهو يهمس لهادي بصوت منخفض مازح: الحق ياض يا هادي بنت عمك هتتجوز واحد بريحة وطعم الكرواسون. ابتسمت منيرة وهي تجيبه بسعادة: اكيد يابني دي مراتك دلوقتي. اما على جثتها أو جثة ذلك العريس المزعوم القادم، والمتوقع أن تكون جثته هو.
الف الف مبروك زواج بنتك
انهت حديثها وهي تجذب بثينة لاحضانها بعنف تقبلها بشدة على كلا الجانبين أكثر من مرة كالنساء الكبيرات في السن لتتغضن ملامح بثينة بغضب شديد تشعر بسخرية ماسة منها. تسائلت فاطمة بعدم فهم وهي تنتظر إجابة بثينة التي سارعت القول وهي تقص عليها: سلامة ده كان صاحب زكريا ورشدي وهادي زمان وكان من صنف الشيخ كده حرام ومش حرام، ومرة مسك أخته ضربها وعدمها العافية وكان هيقتلها عشان شعرها بان من الحجاب في الشارع وبعدين اتجوز بنت عمه وخنقها في عيشتها وكان كل يوم يصبحها بعلقة ويمسيها بعلقة لدرجة البنت انتحرت في الاخر. خرجت من شرودها على صوت شيماء وهي تقول ببسمة واسعة: حبيبة قلبي قمر ماشاء الله ده العريس عقله هيطير... هو صحيح اسمه ايه يا بوسي؟. معرفش مين هو هادي اللي قالي أنه جاي انهاردة و هنشوفه بس هو صاحبه يعني وبيقول إنه عارفة، وإنه كويس وابن حلال. ابتسم فرانسو لها ثم أخرج هاتفه وقال وهو يلوح له في وجهها: تؤ تؤ كلمتك قصاد صوري. دخلت فاطمة للمنزل بعدما تعللت بتعبها الشديد لتنفرد بنفسها تفكر جيدا في طريقة لتنجي نفسها من هذا الرباط الذي قيدها البارحة، هي بالاصل كانت تود أن تنتهي منه في اسرع وقت وبعدما سمعت حديث بثينة أصبحت أكثر إصرارا على الأمر... خرجت فاطمة من شرودها على صوت عمتها الكريه جانبها وهي تناديها: ايه مش سامعة؟ بقالي ساعة بنادي... نظرت فاطمة لعمتها بلا أي ملامح تدل على اهتمامها. بتمد ايدك على ابوك يا ندل؟. كان زكريا يمسك تلابيب ثياب ذلك الشاب بغضب جحيمي نادر الظهور على وجهه يصرخ وقد بدأت عروقه تنفر:. ؟ جاي انهاردة؟ من غير ما تاخدوا اذني؟ هو ايه أصله ده؟. ابتسم فرانسو وهو يهز كتفه بعدم اهتمام: طبعا مقدرش اجبرك لاني جنتل مان زي ما أنتِ شايفة، ولاني جنتل مان فأنا ضميري بيحتم عليا اقول لرشدي على اللي بيهدد مراته. ابتسم فرانسو بحرج شديد ثم قال بخفوت: لما جينا معاكم الاول ودخلت المحل هنا عشان نكلم عمو لؤي وهي دخلت ورا البنت اللي كانت بتجري ورا الكلب شوفتها. تحركت سريعا عمته لتحضر ابنتها تاركة الجميع يضحك على تصرفات عائلة فرانسو متذكرين ما فعله هادي برشدي ليبدو الأمر وكأنه يُرد له ما فعله. ورغم صدمة زكريا الكبيرة من سؤالها ذاك إلا أنه حمل كوبه وهو يرتشف منه بعض الرشفات الصغيرة متحدثا بجدية كبيرة:. ابتسم زكريا بشكل مخيف وهو ينادي: هادي.
بينما عند النساء كانت فاطمة تجلس في غرفتها وقلبها يخفق بعنف لسماعها اسمها وقد اقترن بزكريا لتغمض عينها بتعب لا تعلم نهاية ماتعيشه متجاهلة ذلك الشعور الذي خلفه عناق زكريا اليوم. لا ابدا يا فرانسو يا حبيبي متطولش ايه بس يابني؟ ده انت بقيت من العيلة من يوم ما كلت سندوتش من ايد رشدي يا جدع. ورغم كل النيران التي اشتعلت في رأس بثينة إلا أنها نظرت له بشر كبير وهناك بسمة مخيفة ارتسمت على وجهها: فاكرني بتهدد؟ لو عايز أخرج وقولهم بس وريني مين اللي هيصدقك، كلمتي قصاد كلمتك. زفرت والدتها بحنق شديد وهي تنهض تاركة إياه متجهة صوب المطبخ تعد لسهرة اليوم: والله انا معرفش لما يجي يبقى نشوف واللي فيه الخير يقدمه ربنا... انهت حديثها تاركة بثينة تكاد تحترق حية في الخارج متعودة لذلك القادم اليوم بالويل. وكان اغبى سؤال قد يخرج من فم إنسان يوما لكن في الحقيقة فاطمة لم تكن تقصد أن يخرج بتلك الصيغة البلهاء وكأنها مشتاقة للضرب لكنها كانت تقصد أن تعلمه أنها تعرف كل شيء عنه متسائلة متى سيأخذ دوره في ذبحها بالبطئ، فيبدو أن هذا مصيرها تنتقل من تلك اليد لتلك اليد. ابتسم زكريا بسمة جانبية وهو يجيبه و يبدو أن رسالته وصلت لنجمده التي تراجعت في نظراتها: مفيش اصل كنت بفكر اشتريها منك وتكون مهر فاطمة. في المساء: كانت بثينة تقف أمام المرآة وهي تنظر لنفسها بغيظ شديد تكاد تحترق لا تصدق حقا ما آل إليه حالها، هل ستتزوج من رجل آخر غير هادي؟ حسنا هذا سيحدث فقط في حالتين. ترك زكريا هادي فجأة وهو يندفع للشاب ضاربا اياه في وجهه صارخا فيه بغضب شديد: اقسم بالله ما فيه كلب غيرك يا حيوان يا عاق... ابعد رشدي زكريا عن الشاب بصعوبة لا يود أن يتطور الأمر لأكثر من ذلك حتى لا يورط أصدقاءه في قضية أو ماشابه ليوجه حديثه للشاب بغضب شديد: اتفضل امشي من هنا لاحسن انا ماسكهم عنك بالعافية واياك تعتب الحارة تاني، امشي. اخرجت شيماء صوتًا ساخرا من حلقها وهي تهمس لنفسها بسخرية: قال يعني البت محرومة، ده هي ورشدي ما شاء الله 24 ساعة قلة ادب قدامنا.
التوى ثغر هادي بحنق شديد وهو ينظر لفرانسو من أعلى لاسفل بغيظ شديد لينتبه له فرانسو: فيه حاجة يا هادي يا حبيبي؟ معجب ولا ايه؟. اغتاظ فرانسو وهو يتحدث بحنق: بق ايه يا خالو هو إنت في قهوة، ومستحرم البق يضيع عليك؟. ابتسم لها وهو ينهض يهز رأسه بموافقة متحركا من جانبها يقول بكل هدوء ونبرة غير مهتمة: حاضر وبالمرة بقى وانا خارج أبلغ رشدي مين السبب في إن مراته تتهدد من شاب ومين اللي عطى الشاب رقم مراته والصور بتاعتها، مش رشدي برة برضو؟. ابتسمت له منيرة وهي تربت على يده بحنان: ربنا يباركلك يا حبيبي، مفيش مشكلة يبقى خدها وأخرجوا شوية. لم تجب فاطمة عليه ليغتاظ منها بشدة ثم طلب بعض السندوتشات والايس كريم والعصير لها وطلب له هو عصير فقط. ابتسم زكريا وهو يستمع لصوت منيرة التي جائت للتو من الخارج وهي تمسح قطرات العرق التي تزين جبينها حاملة حقيبة كبيرة مليئة بالمشتريات، حملها هادي سريعا عنها وهو يدخل للمنزل لتبتسم له منيرة بامتنان ثم تفاجئت بوجود زكريا الذي يعانق ابنتها بشكل غريب: زكريا؟ انت هنا من امتى يابني؟. لم يجيبه الشاب حيث كانت نظراته توجه لهادي وهو يبصق الدماء من فمه ببسمة مخيفة متحدثا بصوت خافت: لا راجل يالا، بس هنشوف هتفضل كده لامتى؟.
تحرك هادي بعنف بين يدي زكريا وفرانسو وهو يصرخ به: تحب اوريك يا روح امك؟. لم تجبه فاطمة لثوانٍ تزامنا مع قدوم النادل ووضعه الطعام، فأخذ زكريا يقرب منها كل شيء تاركا فقط كوب عصير أمامه وهو يقول بخفوت: كلِ لو سمحتِ عشان م... إنت هتضربني امتى؟.