كنوز منشاوية عبقري التلاوة المنشاوي يغوص في بحر الخشوع بصوته الشجي الباكي. يُقَال مِنْهُ: دَمَّرْت الْبَلَد: إِذَا خَرَّبْته وَأَهْلَكْت أَهْله. قالت: ما أسألك إلا هذا. وَمَحَلَتْ بِذَلِكَ لِأَجْلِ قَتْل يَحْيَى بْن زَكَرِيَّا, فَقَالَتْ: اُدْخُلُوا عَلَيْهِ فَالْعَبُوا, حَتَّى إِذَا فَرَغْتُمْ فَإِنَّهُ سَيُحَكِّمُكُمْ, فَقُولُوا: دَم يَحْيَى بْن زَكَرِيَّا, وَلَا تَقْبَلُوا غَيْره. اللهم إني أتبرأ من حولي وقوتي. فَأَوْحَى اللَّه إِلَى رَأْس مِنْ رُءُوس بَقِيَّة الْأَنْبِيَاء أَنَّ نبور زاذان حُبُور صَدُوق; وَالْحُبُور بِالْعِبْرَانِيَّةِ: حَدِيث الْإِيمَان. أَيْنَ مِيعَادك الَّذِي وَعَدْتنِي ؟ فَنُودِيَ إرميا: إِنَّهُمْ لَمْ يُصِبْهُمْ الَّذِي أَصَابَهُمْ إِلَّا بِفُتْيَاك الَّتِي أَفْتَيْت بِهَا رَسُولنَا; فَاسْتَيْقَنَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا فُتْيَاهُ الَّتِي أَفْتَى بِهَا ثَلَاث مَرَّات, وَأَنَّهُ رَسُول رَبّه. 16673 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَهْل بْن عَسْكَر, وَمُحَمَّد بْن عَبْد الْمَلِك بْن زَنْجُوَيْهِ, قَالَا: ثنا إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الْكَرِيم, قَالَ: ثنا عَبْد الصَّمَد بْن مَعْقِل, عَنْ وَهْب بْن مُنَبِّه. تحميل ليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مره وليتبروا ما علوا تدبيرا Mp3 Mp4 سمعها. وَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ { وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} وَالْمَعْنَى: فَإِلَيْهَا كَمَا قَالَ { بِأَنَّ رَبّك أَوْحَى لَهَا} وَالْمَعْنَى: أَوْحَى إِلَيْهَا.
- وما امروا الا ليعبدوا
- وقل اعملوا فسيرى الله
- اللهم إني أتبرأ من حولي وقوتي
- وليتبروا ما علوا تتبيرا pdf
- اللهم اني اتبرا من حولي وقوتي
وما امروا الا ليعبدوا
قَالُوا: نَحْنُ نَعْبُرهَا لَك. لَمَهْ إِنَّ الْحِمَار لَيَعْرِف مِذْوَده! قال: فساخت بأمها الأرض. وقال قطرب: يهدموا؛ قال الشاعر: فما الناس إلا عاملان فعامل ** يتبر ما يبني وآخر رافع { ما علوا} أي غلبوا عليه من بلادكم { تتبيرا}.
فَضَّلْتُكُمْ وَأَتْمَمْت عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي, ثُمَّ اِسْتَقْبَلْتُمُونِي بِكُلِّ مَا أَكْرَه مِنْ مَعْصِيَتِي وَخِلَاف أَمْرِي! ، وقبل الإسكندر؛ وبين الإسكندر وعيسى نحو من ثلاثمائة سنة، ولكنه أريد بالمرة الأخرى حين قتلوا شعيا، فقد كان بختنصر إذ ذاك حيا، فهو الذي قتلهم وخرب بيت المقدس واتبعهم إلى مصر. وقد اختلف المفسرون في هؤلاء المسلطين عليهم من هم؟ فعن ابن عباس وقتادة: أنه جالوت وجنوده سلط عليهم أولاً ثم أديلوا عليه بعد ذلك؛ وقتل داود جالوت، ولهذا قال: { ثم رددنا لكم الكرة عليهم} الآية. وما امروا الا ليعبدوا. فَأَوْحَى اللَّه تَعَالَى إِلَى إرمياء: أَنْ اِئْتِ قَوْمك مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل, وَاقْصُصُوا عَلَيْهِمْ مَا أَمَرَك بِهِ, وَذَكِّرْهُمْ نِعْمَتِي عَلَيْهِمْ, وَعَرِّفْهُمْ أَحْدَاثهمْ, فَقَالَ إرمياء: إِنِّي ضَعِيف إِنْ لَمْ تُقَوِّنِي, وَعَاجِز إِنْ لَمْ تُبَلِّغنِي, وَمُخْطِئ إِنْ لَمْ تُسَدِّدنِي, وَمَخْذُول إِنْ لَمْ تَنْصُرنِي, وَذَلِيل إِنْ لَمْ تُعِزّنِي. لَمَهْ إِنَّ الْبَقَرَة لَتَعْرِف سَيِّدهَا! قَالَ: لَا أَدْرِي قَدْ نَسِيتهَا!
وقل اعملوا فسيرى الله
عمرك سمعت سورة الإسراء بالجمال والعظمة دى دقيقة من المتعة والعظمة للشيخ حسن صالح رووووعه. ثُمَّ إِنَّ الْمَجُوس وَشَوْا بِدَانْيَال, فَقَالُوا: إِنَّ دَانْيَال إِذَا شَرِبَ الْخَمْر لَمْ يَمْلِك نَفْسه أَنْ يَبُول, وَكَانَ ذَلِكَ فِيهِمْ عَارًا, فَجَعَلَ لَهُمْ بُخْتُنَصَّرَ طَعَامًا, فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا, وَقَالَ لِلْبَوَّابِ: اُنْظُرْ أَوَّل مَنْ يَخْرُج عَلَيْك يَبُول, فَاضْرِبْهُ بالطبرزين, وَإِنْ قَالَ: أَنَا بُخْتُنَصَّرَ, فَقُلْ: كَذَبْت, بُخْتُنَصَّرَ أَمَرَنِي. نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة للموقع. قَالَ: قَالَ: فَهَذَا مَا اِنْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ جِمَاع أَحَادِيث بَنِي إِسْرَائِيل. فَقَالَ اللَّه: وَعِزَّتِي الْعَزِيزَة لَا أُهْلِك بَيْت الْمَقْدِس وَبَنِي إِسْرَائِيل حَتَّى يَكُون الْأَمْر مِنْ قِبَلك فِي ذَلِكَ; فَفَرِحَ عِنْد ذَلِكَ إرميا لَمَّا قَالَ لَهُ رَبّه, وَطَابَتْ نَفْسه, وَقَالَ: لَا, وَاَلَّذِي بَعَثَ مُوسَى وَأَنْبِيَاءَهُ بِالْحَقِّ لَا آمُر رَبِّي بِهَلَاكِ بَنِي إِسْرَائِيل أَبَدًا! وعن قرة بن خالد قال: ما بكت السماء على أحد إلا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي؛ وحمرتها بكاؤها. وَأَمَّا قَوْله: { وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} فَإِنَّهُ يَقُول: وَلِيُدَمِّرُوا مَا غَلَبُوا عَلَيْهِ مِنْ بِلَادكُمْ تَدْمِيرًا. قال: فجعل يأتيه الموت من قتله يحيى، وجعل يأتيه الموت من خروجه من ملكه، فاختار ملكه فقتله. جميع الحقوق محفوظة © مصورات عبد الرحمن النجدي. وقل اعملوا فسيرى الله. أَمَّا أَحْبَارهمْ وَرُهْبَانهمْ فَاِتَّخَذُوا عِبَادِي خَوَلًا لِيَعْبُدُوهُمْ دُونِي وَتَحَكَّمُوا فِيهِمْ بِغَيْرِ كِتَابِي حَتَّى أَجْهَلُوهُمْ أَمْرِي, وَأَنْسَوْهُمْ ذِكْرِي, وَغَرُّوهُمْ مِنِّي. قَالَ: فَلَمَّا أَبَتْ عَلَيْهِ دَعَا يَحْيَى وَدَعَا بِطَسْتٍ فَذَبَحَهُ, فَبَدَرَتْ قَطْرَة مِنْ دَمه عَلَى الْأَرْض, فَلَمْ تَزَلْ تَغْلِي حَتَّى بَعَثَ اللَّه بُخْتَنَصَّرَ عَلَيْهِمْ, فَجَاءَتْهُ عَجُوز مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل, فَدَلَّتْهُ عَلَى ذَلِكَ الدَّم. قيل: المراد بالوجوه السادة؛ أي ليذلوهم.
وعن سفيان بن عيينة قال: أوحش ما يكون ابن آدم في ثلاثة مواطن: يوم ولد فيخرج إلى دار هم، وليلة يبيت مع الموتى فيجاور جيرانا لم ير مثلهم، ويوم يبعث فيشهد مشهدا لم ير مثله؛ قال الله تعالى ليحيى في هذه الثلاثة مواطن { وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} [مريم: 15]. وقرأ أبو بكر والأعمش وابن وثاب وحمزة وابن عامر { ليسوء} بالياء على التوحيد وفتح الهمزة؛ ولها وجهان: أحدهما: ليسوء الله وجوهكم. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ, قَالَ أَهْل التَّأْوِيل. وقرأ الكسائي { لنسوء} بنون وفتح الهمزة، فعل مخبر عن نفسه معظم، اعتبارا بقوله (وقضينا - وبعثنا - ورددنا). حَدَّثَنَا الْقَاسِم.
اللهم إني أتبرأ من حولي وقوتي
بِمِثْلِ هَذَا يَنْتَقِم رَبّكُمْ مِنْكُمْ; فَلَمَّا رَأَى نبور زاذان أَنَّهُمْ صَدَقُوهُ خَرَّ سَاجِدًا وَقَالَ لِمَنْ حَوْله: غَلِّقُوا الْأَبْوَاب, أَبْوَاب الْمَدِينَة, وَأَخْرِجُوا مَنْ كَانَ هَهُنَا مِنْ جَيْش خردوس. وتصديقها قراءة أُبَي { لنسوءن} بالنون وحرف التوكيد. عمر سليمان الأشقر ، دار النفائس ، عمّان ، ط 1 ، 1430 هـ / 2010 م ، 295 ص ، 6 M. رابط مباشر لتحميل الكتاب. قال السهيلي: وهذا لا يصح؛ لأن قتل يحيى كان بعد رفع عيسى، وبختنصر كان قبل عيسى ابن مريم عليهما السلام بزمان طويل. وَإِنَّ نبور زاذان قَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيل: يَا بَنِي إِسْرَائِيل, إِنَّ عَدُوّ اللَّه خردوس أَمَرَنِي أَنْ أَقْتُل مِنْكُمْ حَتَّى تَسِيل دِمَاؤُكُمْ وَسَط عَسْكَره, وَإِنِّي لَسْت أَسْتَطِيع أَنْ أَعْصِيه. 16678 - حَدَّثَنِي يُونُس, قَالَ: أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب, قَالَ: قَالَ اِبْن زَيْد, فِي قَوْله: { فَإِذَا جَاءَ وَعْد الْآخِرَة لِيَسُوءُوا وُجُوهكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِد كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّل مَرَّة وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} قَالَ: كَانَتْ الْآخِرَة أَشَدّ مِنْ الْأُولَى بِكَثِيرٍ, قَالَ: لِأَنَّ الْأُولَى كَانَتْ هَزِيمَة فَقَطْ, وَالْآخِرَة كَانَ التَّدْمِير, وَأَحْرَقَ بُخْتُنَصَّرَ التَّوْرَاة حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهَا حَرْف وَاحِد, وَخَرَّبَ الْمَسْجِد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هو من أجل البيوت ابتناه الله لسليمان بن داود عليهما السلام من ذهب وفضة ودر وياقوت وزمرد): وذلك أن سليمان بن داود لما بناه سخر الله له الجن فأتوه بالذهب والفضة من المعادن، وأتوه بالجواهر والياقوت والزمرد، وسخر الله تعالى له الجن حتى بنوه من هذه الأصناف. أَهْلِكْنِي قَبْل أَنْ أَرَى فِي بَنِي إِسْرَائِيل مَا لَا أُسَرّ بِهِ! وَقَدْ يَحْتَمِل ذَلِكَ وَجْهَيْنِ مِنْ التَّأْوِيل; أَحَدهمَا مَا قَدْ ذَكَرْت, وَالْآخَر مِنْهُمَا: لِيَسُوءَ اللَّه وُجُوهكُمْ. وَأَمَّا فِي الْآخِرَة فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى يُثِيبكُمْ بِهِ جِنَانه { وَإِنْ أَسَأْتُمْ} يَقُول: وَإِنْ عَصَيْتُمْ اللَّه وَرَكِبْتُمْ مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ حِينَئِذٍ, فَإِلَى أَنْفُسكُمْ تُسِيئُونَ, لِأَنَّكُمْ تُسْخِطُونَ بِذَلِكَ عَلَى أَنْفُسكُمْ رَبّكُمْ, فَيُسَلِّط عَلَيْكُمْ فِي الدُّنْيَا عَدُوّكُمْ, وَيُمَكِّن مِنْكُمْ مَنْ بَغَاكُمْ سُوءًا, وَيُخْلِدكُمْ فِي الْآخِرَة فِي الْعَذَاب الْمُهِين. وقلنا { إن أحسنتم} بالطاعة { أحسنتم لأنفسكم} لأن ثوابه لها { وإن أسأتم} بالفساد { فلها} إساءتكم { فإذا جاء وعد} المرة { الآخرة} بعثناهم { ليسوءوا وجوهكم} يحزنوكم بالقتل والسبي حزنا يظهر في وجوهكم { وليدخلوا المسجد} بيت المقدس فيخربوه { كما دخلوه} وخربوه { أول مرة وليتبروا} يهلكوا { ما علوْا} غلبوا عليه { تتبيرا} هلاكا وقد أفسدوا ثانيا بقتل يحيى فبعث عليهم بختنصر فقتل منهم ألوفا وسبى ذريتهم وخرب بيت المقدس. أَمَّا فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ اللَّه يَدْفَع عَنْكُمْ مَنْ بَغَاكُمْ سُوءًا, وَيَنْمِي لَكُمْ أَمْوَالكُمْ, وَيَزِيدكُمْ إِلَى قُوَّتكُمْ قُوَّة. واختلف فيمن كان المبعوث عليهم في المرة الآخرة؛ فقيل: بختنصر. قوله تعالى { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} أي نفع إحسانكم عائد عليكم.
وقرأ الباقون { ليسوءوا} بالياء وضم الهمزة على الجمع؛ أي ليسوء العباد الذين هم أولو بأس شديد وجوهكم. عسى ربكم أن يرحمكم}: أي فيصرفهم عنكم، { وإن عدتم عدنا} أي متى عدتم إلى الإفساد عدنا إلى الإدالة عليكم في الدنيا مع ما ندخره لكم في الآخرة من العذاب والنكال، ولهذا قال: { وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا} أي مستقراً ومحصراً وسجناً لا محيد عنه. قَالَ: ثنا الْحُسَيْن, قَالَ: ثني حَجَّاج, عَنْ اِبْن جُرَيْج, عَنْ مُجَاهِد, نَحْوه. أفضل ما في تويتر في مكان واحد! قال ابن جدعان: فحدثت بهذا الحديث ابن المسيب فقال: أفما أخبرك كيف كان قتل زكريا؟ قلت: لا؛ إن زكريا حيث قتل ابنه انطلق هاربا منهم واتبعوه حتى أتى على شجرة ذات ساق فدعته إليها فانطوت عليه وبقيت من ثوبه هدبة تكفتها الرياح، فانطلقوا إلى الشجرة فلم يجدوا أثره بعدها، ونظروا بتلك الهدبة فدعوا بالمنشار فقطعوا الشجرة فقطعوه معها. قلت: قد ورد في هذا الباب حديث مرفوع فيه طول من حديث حذيفة، وقد كتبناه في كتاب التذكرة مقطعا في أبواب في أخبار المهدي، نذكر منها هنا ما يبين معنى الآية ويفسرها حتى لا يحتاج معه إلى بيان، قال حذيفة: قلت يا رسول الله، لقد كان بيت المقدس عند الله عظيما جسيم الخطر عظيم القدر. 16679 - حَدَّثَنَا أَبُو السَّائِب, قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَة, عَنْ الْأَعْمَش, عَنْ الْمِنْهَال, عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر, عَنْ اِبْن عَبَّاس, قَالَ: بَعَثَ عِيسَى اِبْن مَرْيَم يَحْيَى بْن زَكَرِيَّا, فِي اِثْنَيْ عَشَرَ مِنْ الْحَوَارِيِّينَ يُعَلِّمُونَ النَّاس. تفسير آية ٧ سورة الإسراء عمر عبد الكافي بني إسرائيل. فَذَبَحَ مِنْهُمْ نبور زادان عَلَى ذَلِكَ الدَّم سَبْع مِائَة وَسَبْعِينَ رُوحًا مِنْ رُءُوسهمْ, فَلَمْ يَهْدَأ, فَأَمَرَ بِسَبْعِ مِائَة غُلَام مِنْ غِلْمَانهمْ فَذُبِحُوا عَلَى الدَّم فَلَمْ يَهْدَأ; فَأَمَرَ بِسَبْعَةِ آلَاف مِنْ شِيَعهمْ وَأَزْوَاجهمْ, فَذَبَحَهُمْ عَلَى الدَّم فَلَمْ يَبْرُد وَلَمْ يَهْدَأ; فَلَمَّا رَأَى نبور زَاذَان أَنَّ الدَّم لَا يَهْدَأ قَالَ لَهُمْ. وَقَرَأَ ذَلِكَ بَعْض أَهْل الْعَرَبِيَّة مِنْ الْكُوفِيِّينَ: " لِيَسُوءَ وُجُوهكُمْ " عَلَى وَجْه الْخَبَر مِنْ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى اِسْمه عَنْ نَفْسه. قَالَ: وَيْحكُمْ سَلُونِي غَيْر هَذَا!
وليتبروا ما علوا تتبيرا Pdf
وعن ابن عباس قال: (بعث يحيى بن زكريا في اثني عشر من الحواريين يعلمون الناس، وكان فيما يعلمونهم ينهونهم عن نكاح بنت الأخت، وكان لملكهم بنت أخت تعجبه، وكان يريد أن يتزوجها، وكان لها كل يوم حاجة يقضيها، فلما بلغ ذلك أمها أنهم نهوا عن نكاح بنت الأخت قالت لها: إذا دخلت على الملك فقال ألك حاجة فقولي: حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا؛ فقال: سليني سوى هذا! وَمَنْ بَقِيَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل, وَجَعَلَهُمْ بُخْتُنَصَّرَ ثَلَاث فِرَق, فَثُلُثًا أَقَرَّ بِالشَّامِ, وَثُلُثًا سَبْي, وَثُلُثًا قُتِلَ, وَذَهَبَ بِآنِيَةِ بَيْت الْمَقْدِس حَتَّى أَقْدَمهَا بَابِل, وَذَهَبَ بِالصِّبْيَانِ السَّبْعِينَ الْأَلْف حَتَّى أَقْدَمَهُمْ بَابِل, فَكَانَتْ هَذِهِ الْوَقْعَة الْأُولَى الَّتِي أَنْزَلَ اللَّه بِبَنِي إِسْرَائِيل بِإِحْدَاثِهِمْ وَظُلْمهمْ. وَكَانَ مَجِيء وَعْد الْمَرَّة الْآخِرَة عِنْد قَتْلهمْ يَحْيَى. فَأَرْسَلَ إِلَى دَانْيَال وَأَصْحَابه, فَدَعَاهُمْ, فَقَالَ لَهُمْ: أَخْبِرُونِي مَاذَا رَأَيْت ؟ فَقَالَ لَهُ دَانْيَال: بَلْ أَنْتَ أَخْبِرْنَا مَا رَأَيْت فَنَعْبُرهُ لَك!
فهدأ دم يحيى بن زكريا بإذن الله عز وجل، ورفع عنهم القتل وقال: رب إني آمنت بما آمن به بنو إسرائيل وصدقت به؛ فأوحى الله تعالى إلى رأس من رءوس الأنبياء: إن هذا الرئيس مؤمن صدوق. وقال الثعلبي: ومن روى أن بختنصر هو الذي غزا بني إسرائيل عند قتلهم يحيى بن زكريا فغلط عند أهل السير والأخبار؛ لأنهم مجمعون على أن بختنصر إنما غزا بني إسرائيل عند قتلهم شعيا وفي عهد إرمياء. وليدخلوا المسجد كما دخلوة أول مرة الشيخ الشعرواي رحمة الله علية وخطبتة عن المسجد الأقصي. ترقبوا: الاستذكار لابن عبد البر بتحقيق أنور الباز وسليمان القاطوني 12 مجلداً. فقال: الآن صدقتموني، وخر ساجدا ثم قال: لمثل هذا ينتقم منكم، وأمر بغلق الأبواب وقال: أخرجوا من كان هاهنا من جيش خردوس، وخلا في بني إسرائيل وقال: يا نبي الله يا يحيى بن زكريا قد علم ربي وربك ما قد أصاب قومك من أجلك، فاهدأ بإذن الله قبل ألا أبقي منهم أحدا.
اللهم اني اتبرا من حولي وقوتي
فَلَمَّا بَلَغَ الدَّم عَسْكَره, أَرْسَلَ إِلَى نبور زاذان أَنْ اِرْفَعْ عَنْهُمْ, فَقَدْ بَلَغَتْنِي دِمَاؤُهُمْ, وَقَدْ اِنْتَقَمْت مِنْهُمْ بِمَا فَعَلُوا. فَحَبَسَ اللَّه عَنْ دَانْيَال الْبَوْل, وَكَانَ أَوَّل مَنْ قَامَ مِنْ الْقَوْم يُرِيد الْبَوْل بُخْتُنَصَّرَ, فَقَامَ مُدِلًّا, وَكَانَ ذَلِكَ لَيْلًا, يَسْحَب ثِيَابه; فَلَمَّا رَآهُ الْبَوَّاب شَدَّ عَلَيْهِ, فَقَالَ: أَنَا بُخْتُنَصَّرَ, فَقَالَ: كَذَبْت, بُخْتُنَصَّرَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْتُل أَوَّل مَنْ يَخْرُج, فَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ. قَالَ: مَا صَدَقْتُمُونِي الْخَبَر قَالُوا لَهُ: لَوْ كَانَ كَأَوَّلِ زَمَاننَا لَقُبِلَ مِنَّا, وَلَكِنَّهُ قَدْ اِنْقَطَعَ مِنَّا الْمُلْك وَالنُّبُوَّة وَالْوَحْي, فَلِذَلِكَ لَمْ يُتَقَبَّل مِنَّا! ثُمَّ اِنْصَرَفَ عَنْهُمْ إِلَى أَرْض بَابِل, وَقَدْ أَفْنَى بَنِي إِسْرَائِيل أَوْ كَادَ, وَهِيَ الْوَقْعَة الْآخِرَة الَّتِي أَنْزَلَ اللَّه بِبَنِي إِسْرَائِيل.
تسجيل الدخول مع تويتر. يخبر تعالى أنه قضى إلى بني إسرائيل في الكتاب، أي تقدم إليهم وأخبرهم في الكتاب الذي أنزله عليهم أنهم سيفسدون في الأرض مرتين ويعلون علواً كبيراً، أي يتجبرون ويطغون ويفجرون على الناس، كقوله تعالى: { وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين} أي تقدمنا إليه وأخبرناه بذلك وأعلمناه به. وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء الْكُوفَة: " لِيَسُوءَ وُجُوهكُمْ " عَلَى التَّوْحِيد وَبِالْيَاءِ. يَقُول اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى: { وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} ثُمَّ عَادَ اللَّه عَلَيْهِمْ, فَأَكْثَر عَدَدهمْ, وَنَشَرَهُمْ فِي بِلَادهمْ, ثُمَّ بَدَّلُوا وَأَحْدَثُوا الْأَحْدَاث, وَاسْتَبْدَلُوا بِكِتَابِهِمْ غَيْره, وَرَكِبُوا الْمَعَاصِي, وَاسْتَحَلُّوا الْمَحَارِم وَضَيَّعُوا الْحُدُود. قَالَ: وَكَانَتْ لِمَلِكِهِمْ اِبْنَة أَخ تُعْجِبهُ يُرِيد أَنْ يَتَزَوَّجهَا, وَكَانَتْ لَهَا كُلّ يَوْم حَاجَة يَقْضِيهَا; فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ أُمّهَا قَالَتْ لَهَا: إِذَا دَخَلْت عَلَى الْمَلِك فَسَأَلَك حَاجَتك, فَقُولِي: حَاجَتِي أَنْ تَذْبَح لِي يَحْيَى بْن زَكَرِيَّا; فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ سَأَلَهَا حَاجَتهَا, فَقَالَتْ: حَاجَتِي أَنْ تَذْبَح يَحْيَى بْن زَكَرِيَّا, فَقَالَ: سَلِي غَيْر هَذَا! 16671 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد, قَالَ: ثَنْي أَبِي, قَالَ: ثني عَمِّي, قَالَ: ثَنْي أَبِي, عَنْ أَبِيهِ, عَنْ اِبْن عَبَّاس, قَالَ: فَلَمَّا أَفْسَدُوا بَعَثَ اللَّه عَلَيْهِمْ فِي الْمَرَّة الْآخِرَة بُخْتَنَصَّرَ, فَخَرَّبَ الْمَسَاجِد وَتَبَّرَ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا. فَلَمَّا وَلَّى بُخْتُنَصَّرَ عَنْهُمْ رَاجِعًا إِلَى بَاب بِمَنْ مَعَهُ مِنْ سَبَايَا بَنِي إِسْرَائِيل, أَقْبَلَ إرميا عَلَى حِمَار لَهُ مَعَهُ عَصِير ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّته حِين أَمَاتَهُ اللَّه مِائَة عَام, ثُمَّ بَعَثَهُ, ثُمَّ خَبَر رُؤْيَا بُخْتَنَصَّرَ وَأَمَرَ دَانْيَال, وَهَلَاك بُخْتَنَصَّرَ, وَرُجُوع مَنْ بَقِيَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل فِي أَيْدِي أَصْحَاب بُخْتَنَصَّرَ بَعْد هَلَاكه إِلَى الشَّام, وَعِمَارَة بَيْت الْمَقْدِس, وَأَمْر عُزَيْر وَكَيْفَ رَدَّ اللَّه عَلَيْهِ التَّوْرَاة. وقال الطبري: اللام بمعنى إلى، يعني وإن أسأتم فإليها، أي فإليها ترجع الإساءة؛ لقوله تعالى { بأن ربك أوحى لها} [الزلزلة: 5] أي إليها. إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا. فَقَالَتْ: مَا أَسْأَلك إِلَّا هَذَا! فَقَالَ لَهُ: أَحْسِنْ فِيمَا بَيْنك وَبَيْن اللَّه, وَصِلْ مَا أَمَرَك اللَّه أَنْ تَصِل, وَأَبْشِرْ بِخَيْرٍ وَانْصَرِفْ عَنْهُ.
قَالَ: لَا أَدْرِي, قَالُوا لَهُ: فَهَؤُلَاءِ الْفِتْيَة الَّذِينَ تُكْرِمهُمْ, فَادْعُهُمْ فَاسْأَلْهُمْ, فَإِنْ هُمْ لَمْ يُخْبِرُوك بِمَا رَأَيْت فَمَا تَصْنَع بِهِمْ ؟ قَالَ: أَقْتُلهُمْ! قَالُوا لَهُ: اِفْعَلْ مَا أُمِرْت بِهِ. 16668 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو, قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِم, قَالَ: ثنا عِيسَى; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث, قَالَ: ثنا الْحَسَن, قَالَ: ثنا وَرْقَاء, جَمِيعًا عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح, عَنْ مُجَاهِد { فَإِذَا جَاءَ وَعْد الْآخِرَة لِيَسُوءُوا وُجُوهكُمْ} قَالَ: بَعَثَ اللَّه مُلْك فَارِس بِبَابِل جَيْشًا, وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ بُخْتَنَصَّرَ, فَأَتَوْا بَنِي إِسْرَائِيل, فَدَمَّرُوهُمْ, فَكَانَتْ هَذِهِ الْآخِرَة وَوَعْدهَا. قال ابن عباس { حصيرا} أي سجناً.
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي. حتى بلغها أنه من قبل يحيى، فقالت: ليقتلن يحيى أو ليخرجن من ملكه، فعمدت إلى ابنتها وصنعتها، ثم قالت: اذهبي إلى عمك عند الملأ فإنه إذا رآك سيدعوك ويجلسك في حجره، ويقول سليني ما شئت، فإنك لن تسأليني شيئا إلا أعطيتك، فإذا قال لك ذلك فقولي: لا أسأل إلا رأس يحيى.