كان حائرًا في أمرها، وسعى بشتى الطرق لجذب انتباهها، فلم يكن أمامه سوى التطرق لسيرته المزعجة، وبالفعل تيقظت حواسها عندما تكلم بجديةٍ طفيفة: -أنا عاوزك ما تشليش هم حاجة، ومتقلقيش من "مهاب"، هو بس متمسك بيكي عشانه متعود إن محدش بيقوله لأ. اهتاجت وخرجت عن السيطرة بارتفاع نبرتها المتشنجة: -حــــــرام عليك، أنا تعبت، عاوز إيه مني؟. جاء تعليقه باردًا للغاية: -ورقة سهل تتلغى في أي لحظة. Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية. الطبقات الكبير - ج 9 : في البصريين والبغداديين والشاميين والمصريين وآخرين ... - محمد بن سعد بن منيع الزهري. تلجلجت وبررت له في صوت مرتعش: -إنت فاهم غلط... حاولت إخفاء النتائج خلف ظهرها وهي تواصل الكذب المكشوف: -دي تحاليل واحدة زميلتي. ببطءٍ أهلك أعصابها تقدم في خطواته ناحيتها، حتى أصبح ما يفصل بينهما مسافة خطوة، دس يديه في جيبي بنطاله، وحدجها بنظرة قاسية، لا تنوي خيرًا، شعرت بها تنفذ داخلها، تعريها تمامًا. نقلت إليها الصورة السائدة بين عموم الناس في المنطقة الشعبية وما يتم تداوله على هيئة شائعات مغرضة، غرضها فقط تشويه سمعة هذه المسكينة من لا شيء، وكأن الجميع قد تكالبوا ضمنيًا على طحن ما تبقى من مشاعرها المحطمة بالمزيد من الإساءات الوضيعة إليها.
الطبقات الكبير - ج 9 : في البصريين والبغداديين والشاميين والمصريين وآخرين ... - محمد بن سعد بن منيع الزهري
تقوست شفتاه عن ابتسامة ساخرة أتبعها قوله الهازئ: -فعلًا قلبك حنين. تفاجأ بما تفعله، واندفع تجاهها دون لتفكير ليمسك بها من معصميها صائحًا في استنكارٍ جلي: -إنتي اتجننتي؟. أولته ظهرها واتجهت للطاولة الموضوعة لتسحب بضعة ملفات، وضعتها فوق ورقة النتائج التي تخصها، لعل وعسى تنجح في إخفائها وسطهم، ثم خاطبته دون أن تنظر ناحيته: -وبعدين أنا خلصت اللي ورايا، والوقت اتأخر، مش المفروض نمشي؟. كادت أن تفوه بشيءٍ فأخرستها في التو بجملتها الحذرة، وقد لمحت "فردوس" خارجة من المطبخ وهي تحمل في يدها طست الغسيل: -ششش، لأحسن بنتك جاية. ردت عليها الأخرى تؤيدها: -على رأيك، الناس دول الشرف عندهم مايسواش نكلة! حدجته بهذه النظرة المُعادية، فقال مُلطفًا الأجواء، لئلا يفسد فرصته السانحة معها: -مش عاوزك تفهميني غلط، أنا حابب أكون في منزله الصديق ليكي. أجاب بوجه مكفهر: -ولا حاجة. تاريخ مدينة دمشق - ج 12 - IslamKotob. تحول وجهها إلى ناحية أخرى بعيدة عنه، وصوتها المهموم يردد في خفوتٍ: -يا ريت. هوى قلبها في قدميها، وأحست بتلاحق أنفاسها، اختطفت "عقيلة" نظرة سريعة نحو المطبخ، لتتأكد من عدم سماع ابنتها لهذا الأمر المخجل بشدة، ثم تساءلت في اضطرابٍ شديد: -و"فردوس" هتقبل بكده؟. طالعه "ممدوح" بنظرات عادية قبل أن يجود عليه بما اعتبرها نصيحته الثمينة: -وإيه المشكلة إنها تكون حامل؟ سهل جدًا تنزله.
انتصب "مهاب" في وقفته السامقة يُطالعها بترقبٍ، ولم يقل شيئًا، كأنما ينتظر منها التأكيد على جملته الأخيرة، أحست "تهاني" حينها بأنها على وشك الانهيار عصبيًا من سكوته الذي يرعبها عن كلامه. تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى. ردت عليه بهديرٍ صارخ وهي تتلوى بكامل جسدها لتتخلص منه: -الجنان هو إني أفضل عايشة مع واحد زيك. قراءة رواية رحلة الآثام كاملة. اندهشت من معارضته للأمر رغم يقينها أنه ضد مسألة الحمل برمتها، فكيف لشخص مثله أن ينجب طفلًا يصبح فيما بعد نسخة منه؟ ومنها هي تحديدًا؟ أهو يسخر منها أم يتعمد استفزازها لتخرج أسوأ ما فيها؟ تحيرت في أمره، وسألته بتشنجٍ: -إنت عاوز مني إيه بالظبط؟. كان على وشك هزه لولا أن أمره "مهاب" بصرامةٍ قبل أن يدفعه للخلف: -ماتحركوش، واطلب الإسعاف بسرعة! مقاومة هذا الألم الحاد كان مستحيلًا، شعر السيد "فؤاد" وكأن هناك من يحز ضلوعه بسنون خناجره الحامية. مجددًا استثار حفيظتها عندما تكلم بنزقٍ، وبلا احتراز: -بس تعرفي، أنا المفروض أشكره إنه خلاكي تثقي فيا. ازدادت تعابيره سوادًا، فأيقن أنه على وشك التأكد مما يشك فيه، لهذا لم يطل في المماطلة، وسأله مباشرة ليعرف نواياه ناحيتها: -ولا إنت عاوزها تكمل حمل؟. ثم هرولت مبتعدة عنه، وراحت تكور قبضتيها لتلكم بها أسفل معدتها بلكمات متعاقبة في عنف مختلط بالعصبية، وصراخها يتضاعف: -أهوو.. فتح المغيث شرح ألفية الحديث - أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين/العراقي. أهوو، مش عاوزة أفضل معاك. هز رأسه مؤكدًا عليها ما سمعته منه، سرعان ما انفعلت هاتفة في صوتٍ أقرب للصراخ: -أه طبعًا، ما أنا وجودي زي عدمه، هفرق معاه في إيه؟. قال مؤكدًا لها، ونظرة خبيثة تتراءى في عينيه: -وأنا غير "مهاب"، وبكرة الأيام هتثبتلك ده. بنفس أسلوبه السهل اللين تقدم ناحيتها أكثر، ثم رفع كفه أمام وجهها قائلًا بتفهمٍ: -اللي إنتي عاوزاه هيتعمل، بس بالهدوء مش بالعصبية.
هتف ضاربًا بيده السطح الزجاجي للطاولة معترضًا عليه: -أنا اللي أقرر! كالأفعى المجلجلة راح يفح سمومه في أذنيه بقدرٍ معقول، كلما سنحت له الفرصة بذلك، ليوغر صدره أكثر ضده، ويجعله ينقلب عليه، فلا يتخذ صفه مثلما كان يفعل قبل وقتٍ سابق، وبالتالي يظفر هو بالمكانة التي حُرم منها طوال سنوات تفانيه في العمل. بهتت ملامحها عندما سألها في استعتاب حاد: -مش عيب يا دكتورة لما تكدبي على جوزك وتستهوني بذكائه؟. وقتئذ انفلتت منها شهقة مستنكرة، ورددت في رفضٍ مستنكر: -يادي الفضايح! في التو جاءت الممرضة من الداخل تطلب منها، وهي تمد ذراعها ناحيتها: -دكتورة "تهاني"، من فضلك اهدي، أنا التعليمات آ... قاطعتها في عصبية: -مش عايزة حد يقرب مني.
فتح المغيث شرح ألفية الحديث - أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين/العراقي
مصمصت الثانية شفتيها مرددة في استهجانٍ مشمئز: -الله يسترها على ولايانا. نظر له في ضيقٍ، فلكزه بخشونة في صدره ليأمره بهذه النبرة غير الممازحة: -إنت لسه واقف، يالا أوام. كانت غير راضية عن أريحيته المتجاوزة معها، فتساءلت في تحفزٍ متجاهلة مظهرها غير اللائق لاستقباله: -فين "مهاب"؟. كما بلغت ثورة غضبها العنان، راحت تخمد مرة واحدة بشكلٍ يدعو للقلق والخوف، غشيت فجأة، وفقدت وعيها ودموعها لا تزال مسالة على وجهها، شعر "مهاب" بتراخي جسدها وثقلها عليه، للحظة شعر بالتعاطف معها، وهتف يناديها: -"تهاني"! بتحسرٍ متألم لطمت "عقيلة" هذه المرة على صدرها، وهتفت في فزعٍ: -دي ممكن ترفض الجوازة أصلًا وآ... لم تدعها شقيقتها تكمل جملتها للنهاية، حيث قاطعتها مشددة عليها: -احنا مش هنجيبلها سيرة، هنخليها لوقتها. بنفس الصوت الخفيض ردت عليها، وعيناها توحيان بشيء خطير: -هو حل واحد وبس، مقدمناش غيره! استاءت من تحجيمه لها، من وأده لأي مقاومة تبديها، فلم يبقَ لها إلا الصراخ اليائس، لذا أخذت تنعته بالوصف الملائم له: -إنت شيطان. رد عليه في صوتٍ أجش: -بس دي مراتي. You have reached your viewing limit for this book (. تدخل "ممدوح" قائلًا في روية، وقد أشار للممرضة ليصرفها: -مافيش داعي للزعيق، احنا عاوزين تكوني هادية عشان صحتك... استجابت له الممرضة في طاعة، وغادرت، فأتم "ممدوح" جملته بترقبٍ: -وصحة اللي في بطنك. بلا تعاطفٍ قالت: -غصب عنها لازمًا توافق! أبقت على جمودها، فأضاف ضاحكًا: -منعش، جربيه مش هتندمي. ضيقت عينيها إلى حدٍ ما، فابتسم في داخله لأنه نجح في إثاره اهتمامها، ارتشف القليل من مشروبه، وتابع: -اعملي اللي عاوزه وهتخلصي منه بسرعة.
أجابها ببساطةٍ وهو يدنو منها: -سافر. استحقرته بنظرتها قبل أن تواصل إخباره بما أطبق على صدرها، وفاض من قلبها: -عملت إيه في دنيتي عشان ربنا يبتليني بحد زيك؟. لطمت "عقيلة" على خدها، وهمست في حسرة، وتعابير وجهها تؤكد هلعها: -طب هنتصرف إزاي؟. دعك السيد "فؤاد" صدره الذي كان يشعر فيه بوخزاتٍ متفرقة، وهتف بعبوسٍ: -كويس، عشان أحاسبه على اللي عمله. ردت عليها الأخرى في نبرة مستنكرة: -يادي الحوسة. تشنج في جلسته، وتقلصت يده الموضوعة على صدره، في نفس اللحظة التي ولج فيها "مهاب" إلى داخل مكتبه ليستطرد ملقيًا التحية عليه بتفخيمٍ: -"فؤاد" باشا!
بالرغم من المساوئ المشتركة لكليهما، إلا أن رابط صداقتهما لم يتزعزع، فوثق فيه "مهاب" دونًا عن غيره ليكلفه بهذا الأمر العجيب الذي يلغي أي حدود في العلاقات الأسرية ذات الطابع الخصوصي وكأنه أمر متاح وعادي. اشتعل وجهه من اعترافاتها المتوالية على رأسه، ومع ذلك تعامل معها بهدوءٍ، واستمر في تقييده لها، مانعًا إياها من إيذاء ما تحمله في أحشائها. إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة منال محمد سالم من رواية رحلة الآثام ، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية. امتدت يده فجأة لتقبض على فكها، أسره بين أصابعه قائلًا باستمتاعٍ مغيظٍ لها: -لسه مزهقتش منك! تلعثمت وهي تحاول تبرير موقفها: -أنا آ... قاطعها قبل أن تسترسل في كذبة جديدة بصوته العالي والمخيف، مواصلًا هزها بعصبيةٍ: -إنتي موجودة معايا في المستشفي دي بالذات عشان تكوني تحت عيني طول الوقت. تاريخ مدينة دمشق - ج 12.
تاريخ مدينة دمشق - ج 12 - Islamkotob
راوغه في الرد، وقال بتشديدٍ وهو يشير له بإصبعه: -بعدين هشوف، بس دلوقتي أنا عاوزك تاخد بالك منها وتراقبها الفترة اللي أنا مسافر فيها، اعرفي دماغها فيها إيه. هزت رأسها بالإيجاب قبل أن تتابع المشي نحو الشرفة، وهي تخاطب نفسها في تحيرٍ يُخالطه الشك المستريب: -بيتودودا في إيه دول يا ترى.......................................... ؟! ضحك في مرح قبل أن يشير بيده معتذرًا ليخبره: -قوله بتسلى شوية. نظرت لها بغير اقتناعٍ، فتابعت: -وبكده نبقى خرسنا كل الألسن اللي بتتكلم، وعلى عينك يا تاجر. اضطربت كليًا، ونظرت لشقيقتها في توترٍ، ثم تصنعت الابتسام وردت بصوتٍ مرتجف: -لأ يا ضنايا. انقبض قلب "أفكار" في توجسٍ مرتاع، وحاولت قدر المستطاع ألا تعلق بشيء، بينما أضافت الأولى من جديد في استحقارٍ، كأنما تتعمد إثارة البلبلة والمزيد من اللغط بنشر الأكاذيب غير الحقيقية: -ولما الحكاية اتكشفت حاولوا يلموها. عليه فقط أن يتحين اللحظة المناسبة للانقضاض عليها واقتناصها. اعترض عليه في تجهمٍ: -مش هينفع. أشار لها بسبابته مرددًا في نزعة تملكية متعنتة: -برضوه القرار ده مش بمزاجك.
نهضت "تهاني" عن الفراش بعدما ألقت نظرة متأنية مصحوبة بالدهشة لمحتوياتها، أدركت أنها لم تكن ماكثة بغرفتها، وإنما بحجرة هذا الوضيع الذي يتلذذ بإيذائها معنويًا ونفسيًا. لم يبدُ مسترخيًا في جلسته حين قال: -أنا عارف هتصرف معاه إزاي! تنحنح مرددًا بجديةٍ شابت نبرته: -أنا حاولت أحذرك. ترك المجلة التي كان يطالعها جانبًا، ثم نهض واقفًا ليلقي عليها التحية متمتمًا بوديةٍ واضحة: -حمدلله على سلامتك يا دكتورة. استغرب من تحيزه معقبًا بتشكيكٍ متزايد: -ما إنت ياما نمت مع ستات كتير.
تأهب "سامي" في وقفته، وقال بعدما وضع سماعة الهاتف الأرضي في مكانها مخاطبًا والده باحترامٍ: -السكرتارية بلغوني إن "مهاب" وصل الشركة يا باشا. وقف كلاهما يتطلعان إليها بنظرات جمعت بين الحيرة والتوتر. قطب "ممدوح" جبينه متسائلًا بفضولٍ قليل: -رايح فين؟. زوت ما بين حاجبيها مرددة باستغرابٍ يشوبه الاستنكار: -سافر؟. في وداعة محفورة على ملامحه، مال عليها هامسًا في خبثٍ: -صدقيني ده هيفيدك، وفرصة تتكلمي وتطلعي اللي جواكي من غير ما حد يراقبك. رواية جديدة قيد النشر.
لم ينظر الأخير إليه، كان مهمومًا بالأخبار غير السارة التي صدمته عن ابنه الذي ظن أنه سيخلفه في كل شيء، ضاعف "سامي" من وتيرة شحنه، ورفع غليل دمائه مضيفًا ببغضٍ صريح: -وإنه مش بالساهل هتسامحه، ده مش بس أساء لاسم العيلة، ده لحضرتك كمان. أضافت المرأة الأولى مرة ثانية في شيء من الإهانة المتعمدة، قاصدة بذلك أن تُسمع "أفكار" ذلك الكلام اللئيم: -ناس بجحة وعينها قادرة. أوشك "ممدوح" أن يراهن نفسه بقدرته على ترجيح كفة الميزان لصالحه، وكسب ثقة "تهاني" دون عناء، فقط إن أشعرها أنه الشخص الجدير بذلك، عليه فقط أن يتعامل معها بالحيلة والدهاء. حينما استعادت وعيها كانت تشعر وكأن عشرات المطارق تدق في رأسها، تأوهت من الألم الذي ما زال مصاحبًا لها، أحست بإجهاد غريب ينتشر في كامل جسدها، وكأنها قد بذلت مجهودًا عجيبًا فاق طاقتها بكثير. انفلتت صرخة موجوعة من والدهما، أتبعها ذلك النهجان العسير في صدره. Reviews aren't verified, but Google checks for and removes fake content when it's identified. عمَّ الصمت المريب بينهما، فشعرت "فردوس" بوجود خطب ما، بشيء يدور في الخفاء ربما له علاقها بها، خاصة مع نظراتهما الغريبة ناحيتها، وجهت سؤالها لوالدتها في استفسارٍ حائر، لعلها تخبرها بما ترتاب فيه: -في حاجة يامه؟. عادت نظراته لتشرد قبل أن يهمهم بقلقٍ غريب: -بس اللي شاغل دماغي "تهاني"، مش عاوزها تنزل الجنين. كانت "تهاني" بين الحين والآخر تنظر إليه بهذه النظرة الحزينة، فحاول "ممدوح" جرها لتبادل الحديث معه، وقال بلطافةٍ: -اللمون هنا ممتاز. ترك "مهاب" زوجته الغافلة في رعاية ممرضة مسئولة عنها، بالإضافة إلى خادمة لتولي شئونها، جلس كعادته في واحدٍ من المطاعم الراقية بصحبة رفيقه الذي لم يكف عن معرفة تفاصيل ما غاب عنه، فمنحه ما يريد وأفضى له بكل شيء، وكأنه يزيح بذلك هذا الثقل الجاثم على صدره. جاهدت لتبدو مقنعة وهي تظهر ضيقها من تهكمه: -لو سمحت مافيش داعي للتريقة، أنا بشوف شغلي. بعد زفرة سريعة جاوبه: -"فؤاد" باشا باعتلي، واضح كده إنه شم خبر بجوازي من "تهاني". بهتت ملامحه تمامًا وهو يعلق في ذهول شديد: -بتقول إيه؟.......................................... كان بحاجة للخروج من البيت بعدما أزعجه هذا الشعور باحتمالية خسارة شيء يخصه، رغم عدم امتلاكه فعليًا له؛ لكنه يعود إليه، أصله منسوب منه.
تجمدت في مكانها، ثم رفعت عينيها إلى وجهه خائفة وهي تسأله بترقبٍ مشوب بالارتباك: -عاوز مني حاجة؟. رمقته بنظرة مستريبة، فألح عليها بتصميمٍ: -من فضلك. سلاح المواجهة كان الشيء الوحيد المتاح لها لمقاومته، انتفضت مُبعدة قبضتيه عنها، وتراجعت للخلف مسافة خطوتين لتهدر به في انفعالٍ: -وده هيفرق معاك في حاجة يا دكتور "مهاب" إني أكون حامل ولا لأ؟. ما طواه التامور وطمره). حدجته بهذه النظرة القاتمة، قبل أن تسأله في نبرة تلومه: -كنت عارف إنه كده؟.