قوله تعالى: {وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير} البينات هي الآيات المعجزة التي تشهد على حقية الرسل، والزبر جمع زبور ولعل المراد بها بقرينة مقابلتها للكتاب الصحائف والكتب التي فيها ذكر الله تعالى من غير أن تتضمن الأحكام والشرائع، والكتاب المنير الكتاب المنزل من السماء المتضمن للشرائع ككتاب نوح وإبراهيم وتوراة موسى وإنجيل عيسى عليهم السلام، ومعنى الآية ظاهر. وفيه تقرير وتأكيد لما تقدم من كونه تعالى غنياً حميداً فهو تعالى لا ينتفع بما يدعو إليه من التزكي بل الذي تزكى فإنما يتزكى لنفع نفسه. Digital Download Makhtota Store مخطوطة. قوله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أُخرى} الخ. على أن سياق الآية مكي في سياق آيات سابقة ولاحقة مكية. بعبادة آلهتهم وأن لله إليهم حاجة ولذلك يدعوهم إلى نفسه بالدعوة الإِلهية التي يقوم بها رسله فهناك غنى وفقر ولهم نصيب من الغنى ولله نصيب من الفقر تعالى عن ذلك. فلا تخلو أُمة من الأُمم الإِنسانية عن ظهور ما للدعوة الحقة النبوية فيها وأما كون نبي كل أُمة من نفس تلك الأُمة فلا دليل عليه، وقد عرفت أن قوله تعالى: {وإن من أُمة إلا خلا فيها نذير} الآية مفاده ذلك. تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ). قال الراغب: الوزر - بفتحتين - الملجأ الذي يلتجأ إليه من الجبل، قال تعالى: {كلا لا وزر} والوزر - بالكسر فالسكون - الثقل تشبيهاً بوزر الجبل، ويعبر به عن الإِثم كما يعبر عنه بالثقل قال تعالى: {ليحملوا أوزارهم كاملة} الآية كقوله: {ليحملوا أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم}. قال: ما من أُمة إلا خلا فيها نذير، وقد بعث إليهم نبي بكتاب من عند الله فأنكروه وجحدوا كتابه. فهؤلاء المكذبون هم المعنيون بالتهديد ولا تنفع فيهم دعوتك وإنذارك لأنهم مطبوع على قلوبهم، وإنما ينفع إنذارك الذين يخشون ربهم بالغيب ويقيمون الصلاة والفريقان لا يستويان لأن مثلهم مثل الأعمى والبصير، والظلمات والنور، والظل والحرور، والأحياء والأموات. لا تزر وازرة وزر اخرى. قوله تعالى: {إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز} أي إن يرد إذهابكم يذهبكم أيها الناس لأنه غني عنكم لا يستضر بذهابكم ويأت بخلق جديد يحمدونه ويثنون عليه لا لحاجة منه إليهم بل لأنه حميد ومقتضاه أن يجود فيحمد وليس ذلك على الله بصعب لقدرته المطلقة لأنه الله عز اسمه. قوله تعالى: {ولا الظلمات ولا النور} تكرار حروف النفي مرة بعد مرة في الآية وما يليها لتأكيد النفي. وَدُمتُمْ سَالِمِينَ.
مَعنَى قَولِهِ تَعَالَى: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى). قوله تعالى: {وما يستوي الأعمى والبصير} الظاهر أنه عطف على قوله: {وإلى الله المصير} تعليل في صورة التمثيل لعدم مساواة هؤلاء المتزكين لأُولئك المكذبين، وقيل: عطف على قوله السابق: {وما يستوي البحران}. فقوله: {ولا تزر وازرة وزر أُخرى} أي لا تحمل نفس حاملة للوزر والإِثم إِثم نفس أُخرى حاملة. بيان ذلك: أن السياق يشعر بأن أعمال هؤلاء المكذبين كانت تكشف عن أنهم كانوا يتوهمون أن لهم أن يستغنوا عن الله. ثم وجه الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما حاصله أن هذه المؤاخذة والإِهلاك لا يشمل إلا هؤلاء المكذبين دون المؤمنين الذين يؤثر فيهم إنذار النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبينهما فرق ظاهر وهو صلى الله عليه وآله وسلم نذير كالنذر الماضين وحاله كحال من قبله من المنذرين وإن يكذبوه فقد كذبت الأنبياء الماضين مكذبوا أُممهم فأخذهم الله أخذاً شديداً وسيأخذ المكذبين من هذه الأُمة. وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَحْيَآءُ وَلاَ ٱلأَمْوَاتُ إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي ٱلْقُبُورِ. ولا تزروا وازرة وزر أخرى. فكل الفقر فيهم وكل الغنى فيه. الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ). وفي تفسير القمي في قوله تعالى: {إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور} قال: هؤلاء الكفار لا يسمعون منك كما لا يسمع أهل القبور. وظاهر السياق أن المراد بالنذير الرسول المبعوث من عند الله وفسر بعضهم النذير بمطلق من يقوم بالعظة والإِنذار من نبي أو عالم غير نبي وهو خلاف ظاهر الآية. صَبَاح حَسَن: شَيخُنَا الفَاضِلُ لَمْ تُجِبنِي عَلى سُؤَالِي. So never worry; you contact us if there is any problem. ولم يذكر البشير مع النذير مع كونه صلى الله عليه وآله وسلم متلبساً بالوصفين معاً لأن المقام مقام الإِنذار فالمناسب هو التعرض لوصف الإِنذار مع أنه مذكور في الآية التالية. وفي الاحتجاج في احتجاج الصادق.
ولا تزر وازرة وزر اخرى – خط الثلث – Thuluth -فيكتور vector – arabic calligraphy – مخطوطة خط عربي. وأما فعلية الإِنذار - بحيث يبلغ كل فرد فرد من الأُمة مضافاً إلى أصل الاقتضاء - واطراد الدعوة في كل واحد واحد فحكومة العلل والأسباب المتزاحمة في هذه النشأة المادية لا توافقه كما لا توافق سائر المقتضيات العامة التي قدرها الصنع كما أن في بنية كل مولود إنساني أن يعمر عمراً طبيعياً والحوادث تحول بين أكثر الأفراد وبين ذلك، وكل مولود إنساني مجهز بجهاز التناسل للاستيلاد والإِيلاد وكثير من الأفراد يموت قبل بلوغه فلا يبلغ ذلك إلى غير ذلك من النظائر. 2023 © جميع الحقوق محفوظة. قَالَ الرَّاغِبُ: الوَزَرُ -بِفَتحَتَينِ- المَلجَأُ الَّذِي يُلتَجَأُ إلَيهِ مِنَ الجَبَلِ، قَالَ تَعَالَى: " كَلَّا لَا وَزَرَ" وَالوِزْرُ – بالكَسرِ فَالسُّكُونِ - الثِقَلُ تَشبِيهَاً بِوِزرِ الجَبَلِ، وَيُعبَّرُ بِهِ عَنِ الإثمِ كَمَا يُعَبَّرُ عَنهُ بِالثِّقَلِ قَالَ تَعَالَى: "ليَحْمِلُوا أوْزَارَهُمْ كَامِلَةً" الآيَةُ كَقَولِهِ: "ليَحمِلُوا أثْقَالَهُمْ وَأثْقَالَاً مَعْ أثْقَالِهِمْ". Please enable JavaScript. وتذييل الآية بصفة الحميد للإِشارة إلى أنه غني محمود الأفعال إن أعطى وإن منع لأنه إذا أَعطى لم يعطه لبدل لغناه عن الجزاء والشكر وكل بدل مفروض وإن منع لم يتوجه إليه لائمة إذ لا حق لأحد عليه ولا يملك منه شيء. جَاءَ فِي "المِيزَانِ": (قَولُهُ تَعَالَى: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى... " الخ.
فَالمَعْنَى هَوَ: لَا تَحمِلُ نَفسٌ حَامِلَةٌ لِلإثْمِ إثْمَ نَفسٍ أُخْرَى وَلازِمُ ذَلكَ أَنْ لَا تُؤَاخَذَ نَفْسٌ إلَّا بِمَا حَمَلَتْ مِنْ إِثْمِ نَفسِهَا وَاكْتَسَبَتْهُ مِنَ الوِزْرِ). قوله تعالى: {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد} لا ريب أن في الآية تمهيد بالنسبة إلى الآيتين التاليتين يتبين بها مضمونهما وهي مع ذلك مستقلة في مفادها. زعمهم ذلك بقوله: {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني} فقصر الفقر فيهم وقصر الغنى فيه. وقوله: {إن الله يسمع من يشاء} وهو المؤمن كان ميتاً فأحياه الله فأسمعه لما في نفسه من الاستعداد لذلك قال تعالى: { أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً}. فالنبوة والإِنذار عام لكل أُمة ولا يستلزم استلزاماً ضرورياً أن تبلغ الدعوة كل شخص من أشخاصها بل من الجائز أن تبلغ بلا واسطة أو معها بعض الأُمة وتتخلف عن بعض لحيلولة علل وأسباب مزاحمة بينه وبين البلوغ فمن توجهت منهم إليه الدعوة وبلغته تمت عليه الحجة ومن توجهت إليه ولم تبلغه لم تتم عليه الحجة وكان من المستضعفين وكان أمره إلى الله قال تعالى: { إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً}. Instant Download: Digital Download: You will get a compressed ZIP file containing these file formats: - AI – Vector File.
غني بالذات له أن يذهبهم ويستغني عنهم وهم فقراء بالذات ليس لهم أن يستغنوا عنه بغيره. وَمَا ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ. أقول: وفي الرواية ما لا يخفى من لوائح الوضع فساحة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أجل من أن يقول ما ليس له به علم من ربه حتى ينزل الله عليه آية تكذبه فيما يدعيه ويخبر به. وقد ختم الآية بقوله: {وإلى الله المصير} للدلالة على أن تزكية من تزكى لا يذهب سدى، فإن كلا من الفريقين صائرون إلى ربهم لا محالة وهو يحاسبهم ويجازيهم فيجازي هؤلاء المتزكين أحسن الجزاء. مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ).
قوله تعالى: {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} إلى آخر الآية عطف على قوله: {وما يستوي الأعمى والبصير} وإنما كرر قوله: {ما يستوي} ولم يعطف {الأحياء ولا الأموات} على قوله: {الأعمى والبصير} كرابعته لطول الفصل فاعيد {ما يستوي} لئلا يغيب المعنى عن ذهن السامع فهو كقوله: { كيف يكون للمشركين عهد عند الله ورسوله}. التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ). تَفسِيرُ المِيزَانِ 17: 35]. تصفح بواسطة العنوان. We checked all files; by MakhtotaStore's team. ثُمَّ أَخَذْتُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ. وقوله: {وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى} أي وإن تدع نفس مثقلة أثقلها حملها من الإِثم غيرها إلى ما حملته من الإِثم ليحمله عنها لا يستجاب لها ولا يحمل من حملها شيء ولو كان المدعو ذا قربى للداعي كالأب والأم والأخ والاخت. والآية كأنها دفع دخل يشعر به آخرها كأنه لما قال: إن يشأ يذهبكم ويأت بآخرين، فهددهم بالإِهلاك والإِفناء، قيل: هؤلاء المكذبون أُخذوا بوزرهم فما حال المؤمنين؟ أيؤخذون بوزر غيرهم؟. ومنها أن المراد الناس وغيرهم وهو على طريقة تغليب الحاضر على الغائب وأُولي العلم على غيرهم. الأخُ صَباحٌ المُحتَرَمُ، السَّلَامُ عَليكُمْ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. وقوله: {إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة} أي هؤلاء المكذبون لا ينتفعون بالإِنذار ولا تتحقق معهم حقيقة الإِنذار لأنهم مطبوع على قلوبهم إنما تنذر وينفع إنذارك الذين يخشون ربهم بالغيب ويقيمون الصلاة التي هي أفضل العبادات وأهمها وبالجملة يؤمنون بالله ويعبدونه أي الذين يخشون ربهم بالغيب ويقيمون الصلاة إثر إنذارك لا أنهم يخشون ربهم ويصلون ثم ينذرون بعد ذلك حتى يلزم تحصيل الحاصل فالآية كقوله: { إني أراني أعصر خمراً}. إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُـمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ.
العلوم الإقتصادية والإدارية. تصفح جميع الرسائل الجامعية. قوله تعالى: {ولا الظل ولا الحرور} الحرور شدة حر الشمس على ما قيل وقيل: هو السموم وقيل: السموم يهب نهاراً والحرور يهب ليلاً ونهاراً. كلام في معنى عموم الإِنذار). نعم ليس من الواجب أن يكون نذير كل أُمة من أفرادها فقد قال تعالى: {خلا فيها} ولم يقل: {خلا منها}.
وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ. وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ وَبِٱلزُّبُرِ وَبِٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ. الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي (ت 1401 هـ). الميزان في تفسير القرآن. على أن ما نقله من الآية لا يطابق المصحف فصدره مأخوذ من سورة النمل الآية 80 وذيله مأخوذ من سورة فاطر الآية 22. وقوله: {ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه} بدل الخشية وإقامة الصلاة من التزكي للإِشارة إلى أن المطلوب بالدعوة والإِنذار هو التزكي وتزكية النفس تلبسها بالخشية من الله على الغيب وإقامة الصلاة. اختر كتب التفسير المراد اضافتها للمقارنة: موافق. كيف وإن يظهروا عليكم}. Free to use these files in a website or presentation template or application or as part of your design. عناصر البحث الخاصة بك.
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ). قوله تعالى: {ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير} الأخذ كناية عن التعذيب، والنكير الإِنكار، والباقي ظاهر. العلوم الإسلامية والقانونية. انتهى فالمعنى لا تحمل نفس حاملة للإِثم إثم نفس أُخرى ولازم ذلك أن لا تؤاخذ نفس إلا بما حملت من إثم نفسها واكتسبته من الوزر. إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ. قوله تعالى: {إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً وإن من أُمة إلا خلا فيها نذير} المفاد على ما يقتضيه السياق إنا أرسلناك بالتبشير والإِنذار وليس ببدع مستغرب فما من أُمة من الأُمم إلا وقد خلا ومضى فيها نذير فذلك من سنن الله الجارية في خلقه. وعلى هذا لا ضير في قصر الفقر في الناس سواء أُريد به المكذبون خاصة أو عامة الناس مع كون غيرهم من المخلوقات فقراء إلى الله كمثلهم وذلك أن عموم علة الحكم يعمم الحكم فكأنه قيل: أنتم معاشر الخليقة الفقراء إلى خالقكم المدبر لأمركم وهو الغني الحميد.
تصفح بواسطة الموضوع. ، وإذ كان الغنى والفقر وهما الوجدان والفقدان متقابلين لا يرتفعان عن موضوعهما كان لازم القصر السابق قصر آخر وهو قصرهم في الفقر وقصره تعالى في الغنى فليس لهم إلا الفقر وليس له تعالى إلا الغنى. التفاسير الأكثر قراءة. في الجزء العاشر من الكتاب ما يدل من طريق العقل على عموم النبوة ويؤيده الكتاب.
علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية.