متفاعلًا مع حديثها، لا يسفه، ولا يظهر التململ. رغبةً أن تكون وِجهة الصلاة إلى البيت الحرام. جبر الخواطر.. عبادة الطيبين. من يَجبرون خواطر الغير بالاعتذار والاعتراف بالخطأ. بعدها مرات أخويا اتحولت لروبوت سعادة في البيت كله، عملت الأكل من غيري، وضبت السفرة روقت البيت لوحدها!! سبحانه من يَجبر بتلبية الحاجات. وهذه الكلمات لا تنبعث إلا من أفواه الجبارين.
تعرف حينها كيف ومتى يكون جبرُ الخواطر. قالوا يا رسول الله (نحن الفرارون). الصلاة؟ - لا.. الصيام؟ - لا. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ). وإجابة الدعوة وتشميت العاطس). فقال (بل أنتم العكّارون -أي العائدون إلى القتال- وأنا فئتكم). يجبر الخواطرَ محبو الخير لغيرهم. جبرًا للخواطرِ ومراعاةً للمشاعر. أنكر عليهم رسول الله ذلك وقال. ثالث أمر قاله الصلاة!
يجبر الخواطر الواعون لحديث نعمان بن البشير. قد أورد رسول الله حقوق المسلمين على بعضهم. يعني يطرد المساكين ويردهم ولا يطعمهم ولا يجبر خواطرهم. الرحمة المهداة صلوات الله وسلامه عليه. طيّب رسول الله خاطره بقوله. ولا عجب فغايةُ كثيرٍ من أوامر شرعنا الحنيف جَبرُ الخواطر. ويحكى ان سيدة عجوز كانت تريد ان تصلي وراء النبي عليه الصلاة والسلام.. ولا تستطيع أن تمشي. هؤلاء المنكسرةُ قلوبهم، المحبطة آمالهم. ثم قال الشيخ إن أفضل عبادة هي: «جبر الخاطر». وما أجمل أن تنفع الناس بجبر خواطرهم...! الطيبون أصحاب الأثر الطيب.
يستأذن طفلًا على يمينه أن يعطي شرابًا لشيخ على يساره. رد الشيخ وقال: ربنا يقول: (أرأيت الذي يُكذب بالدين، فذلك الذي يدُع اليتيم). أولئك الذين استلهموا اللطف من اسم الله الجبار. لا لشيء إلا ترضيةً لخاطرها. فيأبى الصغير فيقر له رسول الله بحقه. رد موسى عليه السلام إلى أمه المكلومة. يتيمٍ كان أو فقير، مريضٍ كان أو عجوز. جبر الخواطر بالإنصات إلى الغير. العبادات أبواب «الصلاه باب.. الصيام باب.. جبر الخواطر باب».. دع بابا مفتوحاً بينك وبين ربنا.. لا تدري تدخل من أي باب الجنة.. حتى السمكة أو اللقمة ترميها لقطة ممكن تكون سبباً في دخولك الجنة.. لا تغلق كل الأبواب! حين ضحك البعض من دقة ساقي عبد الله بن مسعود. كنت قاعدة مع مرات اخويا ولقيتها فجأة بدون مقدمات مكتئبه وحالتها سيئه. لعله ينجيهم بها من المخاطر. فيوصيه بدعاء يُذهب الهم ويقضي الله به الحاجات. لا يَجبر الخواطرَ ضيقو الصدور.. المشغولون بأنفسهم.
وللصغار مع جبر الخواطر كلام.
كَلَّا ۖ بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ). فيذكّرونهم بمحاسنهم ومحامدهم ونقاط قوتهم. حين عدّ الصحابة كل من فقدوهم في إحدى الغزوات حتى فرغوا منهم جميعهم. عندما تتأمل الغاية وراء أمر الله. سأل فضيلة الشيخ عن أفضل عبادة أعملها تقربه إلى الله عز وجل، خصوصًا أنه في أواخر عُمره، فقال له الشيخ: خَمن أنت ما أفضل عبادة؟!! وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا). وكلنا يا صاحبي على هذا الحال حتمًا واردون. شوف مجرد كلمه بس بتعدل المايله، بتجبر خاطر وتطبطب على قلوب.. متخيل كلمه! يا أبا عُمَيْر ما فعل النُغَيْر! كان رسول الله يترك طفلًا يلهو فوق ظهره وهو ساجد. وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا). والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد). تيته كانت مخنوقه واحنا عندها فبعد الغدا جدي طلب كوبايه شاي ولما جابتله الكوباية قالها: احلى شويه شاي إنما ايه ما حصلوش وقعد هزر معها شويه وقامت عملت فشار وجابت سوداني ولا كأنه عيد.. لمجرد سمعت كلمه حلوة من جدي.
فقال صلى الله عليه وسلم: (حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز. فالداخل على مجلسٍ يحتاج للشعور بهذه الفسحة والقبول بين الجالسين. حتى تيقن عدي بن حاتم وهو يرقب هذا الموقف. فَرَدَدْنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِ كَىْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ). قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا). فيقف لها طويلًا تكلمه في حاجاتها. وقد هدى الله الامام مالك بن دينار وتاب عليه بعد أن اشترى حلاوه لبنتين يتيمتين وجبر خاطريهما.. أحب أن أقول لك إنك عبد مُميز عند الله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إن لله أقواماً اختصهم بالنِّعم لمنافع عباده». والذين يستلهمون تلك المعاني يصير جَبرهم لطفًا ورأفةً لا قهرًا وغلظةً. كثير من الجبر يكون بالكلمة. أخويا جسمه زايد شوية فبدأ يروح چيم، مجرد اسبوع وقال مش رايح فجأة ….
وأخرى قد تصبح شعلة تهدينا في نفق مظلم. في حين يغفل الكثيرون عن رؤيتهم. والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكًا فجًا إلا سلك فجًا غير فجك). فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ). فجَبَر خاطرَ نبيه حينما قلّب وجهه في السماء. وأخرى تمر بحلوقنا الظمأى فترويها.
المفاجأة غير المتوقعة جعلت تفكيرها يُشل للحظات، تداركت نفسها بعد هنيهة، واستلت نفسها من حضنه المطبق عليها، لتنظر إليه في ارتياعٍ غير مشكوك فيه. بعد زفرة سريعة جاوبه: -"فؤاد" باشا باعتلي، واضح كده إنه شم خبر بجوازي من "تهاني". صاحت في حديةٍ: -أنا معنتش بثق في حد.
الطبقات الكبير - ج 9 : في البصريين والبغداديين والشاميين والمصريين وآخرين ... - محمد بن سعد بن منيع الزهري
علق عليه بجديةٍ: -أظن إنك وصلتها لانهيار عصبي. استاءت من تحجيمه لها، من وأده لأي مقاومة تبديها، فلم يبقَ لها إلا الصراخ اليائس، لذا أخذت تنعته بالوصف الملائم له: -إنت شيطان. رد عليه في صوتٍ أجش: -بس دي مراتي. لم ينظر الأخير إليه، كان مهمومًا بالأخبار غير السارة التي صدمته عن ابنه الذي ظن أنه سيخلفه في كل شيء، ضاعف "سامي" من وتيرة شحنه، ورفع غليل دمائه مضيفًا ببغضٍ صريح: -وإنه مش بالساهل هتسامحه، ده مش بس أساء لاسم العيلة، ده لحضرتك كمان. الطبقات الكبير - ج 9 : في البصريين والبغداديين والشاميين والمصريين وآخرين ... - محمد بن سعد بن منيع الزهري. عمَّ الصمت المريب بينهما، فشعرت "فردوس" بوجود خطب ما، بشيء يدور في الخفاء ربما له علاقها بها، خاصة مع نظراتهما الغريبة ناحيتها، وجهت سؤالها لوالدتها في استفسارٍ حائر، لعلها تخبرها بما ترتاب فيه: -في حاجة يامه؟. وقف كلاهما يتطلعان إليها بنظرات جمعت بين الحيرة والتوتر. سأله "سامي" في جزعٍ عظيم: -إيه اللي حصلك يا باشا؟. تقوست شفتاه عن ابتسامة ساخرة أتبعها قوله الهازئ: -فعلًا قلبك حنين. استحقرته بنظرتها قبل أن تواصل إخباره بما أطبق على صدرها، وفاض من قلبها: -عملت إيه في دنيتي عشان ربنا يبتليني بحد زيك؟. تلقائيًا وضعت يدها على أسفل معدتها تتحسسها بارتعاشٍ، ثم صرخت في نفورٍ، وقد أبعدت يدها في الحال: -أنا مش عاوزة حاجة تربطني بيه، هنزله.
كان على وشك هزه لولا أن أمره "مهاب" بصرامةٍ قبل أن يدفعه للخلف: -ماتحركوش، واطلب الإسعاف بسرعة! زم فمه للحظةٍ، ثم دنا منها متسائلًا بهذه النبرة الغريبة: -وإنتي بنفسك جاية تشوفيها؟. Pages displayed by permission of. اهتاجت وخرجت عن السيطرة بارتفاع نبرتها المتشنجة: -حــــــرام عليك، أنا تعبت، عاوز إيه مني؟. كادت أن تفوه بشيءٍ فأخرستها في التو بجملتها الحذرة، وقد لمحت "فردوس" خارجة من المطبخ وهي تحمل في يدها طست الغسيل: -ششش، لأحسن بنتك جاية. رواية جديدة رحلة الآثام لمنال سالم - الفصل 14. نقلت إليها الصورة السائدة بين عموم الناس في المنطقة الشعبية وما يتم تداوله على هيئة شائعات مغرضة، غرضها فقط تشويه سمعة هذه المسكينة من لا شيء، وكأن الجميع قد تكالبوا ضمنيًا على طحن ما تبقى من مشاعرها المحطمة بالمزيد من الإساءات الوضيعة إليها. ابتسم من ورائه في نشوة عارمة، وظل يردد عليه، وعيناه تعبران عن كراهية مختلطة بالشماتة: -لازم يعرف يا باشا إن عيلة "الجندي" فوق أي حد. عليه فقط أن يتحين اللحظة المناسبة للانقضاض عليها واقتناصها. بنفس أسلوبه السهل اللين تقدم ناحيتها أكثر، ثم رفع كفه أمام وجهها قائلًا بتفهمٍ: -اللي إنتي عاوزاه هيتعمل، بس بالهدوء مش بالعصبية. تحول وجهها إلى ناحية أخرى بعيدة عنه، وصوتها المهموم يردد في خفوتٍ: -يا ريت.
دعك السيد "فؤاد" صدره الذي كان يشعر فيه بوخزاتٍ متفرقة، وهتف بعبوسٍ: -كويس، عشان أحاسبه على اللي عمله. أشار لها لتتبعه مكملاً في أدبٍ مريب: -اتفضلي. انتفضت مرتعشة أمامه، فأمسك بها من منبتي ذراعيها يهزها بعنف صائحًا بها: -بتخبي عليا حملك؟. اضطربت كليًا، ونظرت لشقيقتها في توترٍ، ثم تصنعت الابتسام وردت بصوتٍ مرتجف: -لأ يا ضنايا. تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى.
رواية جديدة رحلة الآثام لمنال سالم - الفصل 14
أجاب بوجه مكفهر: -ولا حاجة. ابتلعت ريقًا غير موجودٍ في حلقها، وأخبرته برجفة بائنة في صوتها: -دي خدمة ليها. اندهشت من معارضته للأمر رغم يقينها أنه ضد مسألة الحمل برمتها، فكيف لشخص مثله أن ينجب طفلًا يصبح فيما بعد نسخة منه؟ ومنها هي تحديدًا؟ أهو يسخر منها أم يتعمد استفزازها لتخرج أسوأ ما فيها؟ تحيرت في أمره، وسألته بتشنجٍ: -إنت عاوز مني إيه بالظبط؟. Reviews aren't verified, but Google checks for and removes fake content when it's identified. ديوان ابن الرومي 1-3 ج1 - ابن الرومي. هزت رأسها بالإيجاب قبل أن تتابع المشي نحو الشرفة، وهي تخاطب نفسها في تحيرٍ يُخالطه الشك المستريب: -بيتودودا في إيه دول يا ترى.......................................... ؟! تعجب أكثر لأحواله المتبدلة، وأردف محاولًا فهم ما يدور في رأسه: -أنا مستغربك بصراحة، لو كانت واحدة تانية مكانها كنت أجبرتها تجهض. رمقه بهذه النظرة المستهجنة قبل أن يقول بتردد ملحوظ: -لأ.. بس آ.. أبدى "ممدوح" اهتمامه الكامل لسماعه، فصدمه بما لم يطرأ على باله: -"تهاني" طلعت حامل.
وقتئذ انفلتت منها شهقة مستنكرة، ورددت في رفضٍ مستنكر: -يادي الفضايح! ثم هرولت مبتعدة عنه، وراحت تكور قبضتيها لتلكم بها أسفل معدتها بلكمات متعاقبة في عنف مختلط بالعصبية، وصراخها يتضاعف: -أهوو.. أهوو، مش عاوزة أفضل معاك. أعاد صياغة ما قاله مؤكدًا له: -بالظبط، أنا اللي أتحكم فيها، مش العكس! برزت عيناها في اتساعٍ شديد، فأكمل باستهزاءٍ وهو يسدد لها نظرة احتقارية مهينة: -فحاجة عبيطة زي دي مش هتعدي بالساهل! اضطر على مضضٍ أن يخرج من المكتب مسرعًا تلبية لأمره، بينما بقي "مهاب" ملازمًا لأبيه وهو يحاول طمأنته في جديةٍ: -اهدى يا بابا، أنا موجود جمبك، متخافش، أزمة وهتعدي. صاح به "سامي" مهاجمًا إياه بغيظٍ: -وليك عين تتكلم ولا كأنك عملت حاجة؟!! أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين/العراقي. قطب "ممدوح" جبينه متسائلًا بفضولٍ قليل: -رايح فين؟.
أجابها ببساطةٍ وهو يدنو منها: -سافر. ترك المجلة التي كان يطالعها جانبًا، ثم نهض واقفًا ليلقي عليها التحية متمتمًا بوديةٍ واضحة: -حمدلله على سلامتك يا دكتورة. نظرت لها مستفهمة بعينيها، فتابعت بصوتٍ يكاد يكون مسموعًا، لكونها تعلم أن ذلك الأمر حساسًا للغاية: -دخلة بلدي. ضيقت عينيها إلى حدٍ ما، فابتسم في داخله لأنه نجح في إثاره اهتمامها، ارتشف القليل من مشروبه، وتابع: -اعملي اللي عاوزه وهتخلصي منه بسرعة. كما بلغت ثورة غضبها العنان، راحت تخمد مرة واحدة بشكلٍ يدعو للقلق والخوف، غشيت فجأة، وفقدت وعيها ودموعها لا تزال مسالة على وجهها، شعر "مهاب" بتراخي جسدها وثقلها عليه، للحظة شعر بالتعاطف معها، وهتف يناديها: -"تهاني"!
ديوان ابن الرومي 1-3 ج1 - ابن الرومي
حملق فيها بتحفزٍ، فاستمرت تضيف بعزمٍ مناقض لما كانت عليه قبل لحظة من شعور بالأسف: -وهصلحها وأنزله. لطمت "عقيلة" على خدها، وهمست في حسرة، وتعابير وجهها تؤكد هلعها: -طب هنتصرف إزاي؟. سلاح المواجهة كان الشيء الوحيد المتاح لها لمقاومته، انتفضت مُبعدة قبضتيه عنها، وتراجعت للخلف مسافة خطوتين لتهدر به في انفعالٍ: -وده هيفرق معاك في حاجة يا دكتور "مهاب" إني أكون حامل ولا لأ؟. نظرت لها بغير اقتناعٍ، فتابعت: -وبكده نبقى خرسنا كل الألسن اللي بتتكلم، وعلى عينك يا تاجر. أبصره وهو مقيد لزوجته بكلتا يديه، فخطا تجاهه مسلطًا نظره بالكامل على "تهاني" التي لم تكف عن الصراخ الهائج: -ابعد عني بقى. تنحنح مرددًا بجديةٍ شابت نبرته: -أنا حاولت أحذرك. تأهب "سامي" في وقفته، وقال بعدما وضع سماعة الهاتف الأرضي في مكانها مخاطبًا والده باحترامٍ: -السكرتارية بلغوني إن "مهاب" وصل الشركة يا باشا. تدخل "ممدوح" قائلًا في روية، وقد أشار للممرضة ليصرفها: -مافيش داعي للزعيق، احنا عاوزين تكوني هادية عشان صحتك... استجابت له الممرضة في طاعة، وغادرت، فأتم "ممدوح" جملته بترقبٍ: -وصحة اللي في بطنك.
حدجته بهذه النظرة المُعادية، فقال مُلطفًا الأجواء، لئلا يفسد فرصته السانحة معها: -مش عاوزك تفهميني غلط، أنا حابب أكون في منزله الصديق ليكي. انتصب "مهاب" في وقفته السامقة يُطالعها بترقبٍ، ولم يقل شيئًا، كأنما ينتظر منها التأكيد على جملته الأخيرة، أحست "تهاني" حينها بأنها على وشك الانهيار عصبيًا من سكوته الذي يرعبها عن كلامه. Advanced Book Search. You have reached your viewing limit for this book (. رؤيتها تثور تستحث فيه هذه النزعة المتأصلة في أعماقه بضبط تمردها، بإخماد مقاومتها، بفرض طغيانه عليها، نظر لها مليًا وهي تصيح أكثر: -قولتلك طلقني وسبني لحال سبيلي. ما إن صفَّ سيارته بالخارج حتى وصل إليه ضجيج متداخل لشجار ناشب بين الاثنين، أسرع في خطاه دافعًا الباب الذي كان لا يزال مفتوحًا بيده، اقتحم البهو متسائلًا في استنكارٍ: -في إيه يا "مهاب"؟ صوتكم جايب لبرا. تلجلجت وبررت له في صوت مرتعش: -إنت فاهم غلط... حاولت إخفاء النتائج خلف ظهرها وهي تواصل الكذب المكشوف: -دي تحاليل واحدة زميلتي.
ارتفعت نبرته فجأة فبدا صوته كالهدير وهو يستطرد: -إنتي مفكرة إن الكدبة الهبلة اللي قولتيها دي دخلت عليا وصدقتها؟. ضحك في مرح قبل أن يشير بيده معتذرًا ليخبره: -قوله بتسلى شوية. اهتزت نظراتها وهي تردد في صيغة متسائلة: -أنا؟. نظر لها بعينين تشتعلان بشدة، فتابعت ما بدا بالهجوم اللفظي عليه: -ماظنش إن حد بمستوى عيلتك الغنية يفكر إنه يخلف من واحدة زيي فقيرة، من حي شعبي، فمافيش داعي تكبر الحكاية وتعمله موضوع مهم. رواية جديدة قيد النشر. جاء تعليقه باردًا للغاية: -ورقة سهل تتلغى في أي لحظة. تفاجأ بما تفعله، واندفع تجاهها دون لتفكير ليمسك بها من معصميها صائحًا في استنكارٍ جلي: -إنتي اتجننتي؟. اعترض عليه في تجهمٍ: -مش هينفع. كالأفعى المجلجلة راح يفح سمومه في أذنيه بقدرٍ معقول، كلما سنحت له الفرصة بذلك، ليوغر صدره أكثر ضده، ويجعله ينقلب عليه، فلا يتخذ صفه مثلما كان يفعل قبل وقتٍ سابق، وبالتالي يظفر هو بالمكانة التي حُرم منها طوال سنوات تفانيه في العمل. في التو جاءت الممرضة من الداخل تطلب منها، وهي تمد ذراعها ناحيتها: -دكتورة "تهاني"، من فضلك اهدي، أنا التعليمات آ... قاطعتها في عصبية: -مش عايزة حد يقرب مني. زوت ما بين حاجبيها مرددة باستغرابٍ يشوبه الاستنكار: -سافر؟. أكدت له بهزات متتالية من رأسها وهي تطوي الورق لئلا يقرأ ما دُون فيه: -أيوه. أشار لها بسبابته مرددًا في نزعة تملكية متعنتة: -برضوه القرار ده مش بمزاجك. استنكرت تواجده، وسألته وهي تضبط بيديها شعرها المهوش، وثيابها غير المهندمة: -إنت بتعمل إيه هنا؟.
بنفس الصوت الخفيض ردت عليها، وعيناها توحيان بشيء خطير: -هو حل واحد وبس، مقدمناش غيره! انفلتت صرخة موجوعة من والدهما، أتبعها ذلك النهجان العسير في صدره. تاريخ مدينة دمشق - ج 12. كانت "تهاني" بين الحين والآخر تنظر إليه بهذه النظرة الحزينة، فحاول "ممدوح" جرها لتبادل الحديث معه، وقال بلطافةٍ: -اللمون هنا ممتاز.