وقوله: {وما أنت بمسمع من في القبور} أي الأموات والمراد بهم الكفار المطبوع على قلوبهم. في الجزء العاشر من الكتاب ما يدل من طريق العقل على عموم النبوة ويؤيده الكتاب. غني بالذات له أن يذهبهم ويستغني عنهم وهم فقراء بالذات ليس لهم أن يستغنوا عنه بغيره. وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ. قوله تعالى: {وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير} البينات هي الآيات المعجزة التي تشهد على حقية الرسل، والزبر جمع زبور ولعل المراد بها بقرينة مقابلتها للكتاب الصحائف والكتب التي فيها ذكر الله تعالى من غير أن تتضمن الأحكام والشرائع، والكتاب المنير الكتاب المنزل من السماء المتضمن للشرائع ككتاب نوح وإبراهيم وتوراة موسى وإنجيل عيسى عليهم السلام، ومعنى الآية ظاهر. قوله تعالى: {إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز} أي إن يرد إذهابكم يذهبكم أيها الناس لأنه غني عنكم لا يستضر بذهابكم ويأت بخلق جديد يحمدونه ويثنون عليه لا لحاجة منه إليهم بل لأنه حميد ومقتضاه أن يجود فيحمد وليس ذلك على الله بصعب لقدرته المطلقة لأنه الله عز اسمه. وفيه تقرير وتأكيد لما تقدم من كونه تعالى غنياً حميداً فهو تعالى لا ينتفع بما يدعو إليه من التزكي بل الذي تزكى فإنما يتزكى لنفع نفسه. وقد أُجيب عن إشكال قصر الفقر في الناس مع عمومه لغيرهم بوجوه من الجواب: منها أن في قصر الفقر في الناس مبالغة في فقرهم كأنهم لكثرة افتقارهم وشدة احتياجهم هم الفقراء فحسب وأن افتقار سائر الخلائق بالنسبة إلى فقرهم بمنزلة العدم ولذلك قال تعالى: {خلق الإِنسان ضعيفاً} ولا يرد الجن لأنهم لا يحتاجون في المطعم والملبس وغيرهما كما يحتاج الإِنسان. تفاسير أهل السنة السلفية. قوله تعالى: {ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير} الأخذ كناية عن التعذيب، والنكير الإِنكار، والباقي ظاهر. إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن 1-10 ج6 - محمد بن يحيى بن محمد المختار الشنقيطي ،الشيخ. وقد ختم الآية بقوله: {وإلى الله المصير} للدلالة على أن تزكية من تزكى لا يذهب سدى، فإن كلا من الفريقين صائرون إلى ربهم لا محالة وهو يحاسبهم ويجازيهم فيجازي هؤلاء المتزكين أحسن الجزاء. وقوله: {إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة} أي هؤلاء المكذبون لا ينتفعون بالإِنذار ولا تتحقق معهم حقيقة الإِنذار لأنهم مطبوع على قلوبهم إنما تنذر وينفع إنذارك الذين يخشون ربهم بالغيب ويقيمون الصلاة التي هي أفضل العبادات وأهمها وبالجملة يؤمنون بالله ويعبدونه أي الذين يخشون ربهم بالغيب ويقيمون الصلاة إثر إنذارك لا أنهم يخشون ربهم ويصلون ثم ينذرون بعد ذلك حتى يلزم تحصيل الحاصل فالآية كقوله: { إني أراني أعصر خمراً}. أقول: وفي الرواية ما لا يخفى من لوائح الوضع فساحة النبي عليه السلام أجل من أن يقول ما ليس له به علم من ربه حتى ينزل الله عليه آية تكذبه فيما يدعيه ويخبر به.
- وما أنت بمسمع من في الْقُبُورِ تفسير الميزان
- شبهة وَمَا أنت بمسمع من في الْقُبُورِ
- وما أنت بمسمع من في القبور تفسير
- القبس في شرح موطأ مالك بن أنس
وما أنت بمسمع من في الْقُبُورِ تفسير الميزان
قوله تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أُخرى} الخ. وكان أمره إلى الله قال تعالى: " إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا " النساء: 98. بدع الصوفية والكرامات والموالد (الإبداعات في مضار الابتداعات) - علي أحمد عبد العال الطهطاوي ،الشيخ. فكل الفقر فيهم وكل الغنى فيه. عليه السلام: قال السائل: فأخبرني عن المجوس أفبعث إليهم نبياً؟ فإني أجد لهم كتباً محكمة ومواعظ بليغة وأمثالاً شافية، ويقرون بالثواب والعقاب، ولهم شرائع يعملون بها. Reviews aren't verified, but Google checks for and removes fake content when it's identified.
شبهة وَمَا أنت بمسمع من في الْقُبُورِ
فاجيب أن لا تزر وازرة وزر أُخرى ولا تحمل نفس حمل غيرها الذي أثقلها وإن كانت ذات قربى. قوله تعالى: {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} إلى آخر الآية عطف على قوله: {وما يستوي الأعمى والبصير} وإنما كرر قوله: {ما يستوي} ولم يعطف {الأحياء ولا الأموات} على قوله: {الأعمى والبصير} كرابعته لطول الفصل فاعيد {ما يستوي} لئلا يغيب المعنى عن ذهن السامع فهو كقوله: { كيف يكون للمشركين عهد عند الله ورسوله}. بيان ذلك: أن السياق يشعر بأن أعمال هؤلاء المكذبين كانت تكشف عن أنهم كانوا يتوهمون أن لهم أن يستغنوا عن الله. اختر كتب التفسير المراد اضافتها للمقارنة: موافق. ومنها أن القصر إضافي بالنسبة إليه تعالى لا حقيقي. You have reached your viewing limit for this book (. Pages displayed by permission of. تفسير الخازن والبغوي 1-6 ج5. أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير - أبو بكر الجزائرى. وغير خفي عليك أن مفاد الآية وسياقها لا يلائم شيئاً من هذه الأجوبة نعم يمكن توجيه الجواب الأخير بما يرجع إلى ما قدمناه من الوجه. والجمل المتوالية المترتبة أعني قوله: {وما يستوي الأعمى والبصير} إلى قوله: {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} تمثيلات للمؤمن والكافر وتبعات أعمالهما. فقوله: {ولا تزر وازرة وزر أُخرى} أي لا تحمل نفس حاملة للوزر والإِثم إِثم نفس أُخرى حاملة.
وما أنت بمسمع من في القبور تفسير
قال: ما من أُمة إلا خلا فيها نذير، وقد بعث إليهم نبي بكتاب من عند الله فأنكروه وجحدوا كتابه. أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير. وظاهر السياق أن المراد بالنذير الرسول المبعوث من عند الله وفسر بعضهم النذير بمطلق من يقوم بالعظة والإِنذار من نبي أو عالم غير نبي وهو خلاف ظاهر الآية. قوله تعالى: {إن أنت إلا نذير} قصر إضافي أي ليس لك إلا إنذارهم وأما هداية من اهتدى منهم وإضلال من ضل ولم يهتد جزاء له بسيء عمله فإنما ذلك لله. تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ). بعبادة آلهتهم وأن لله إليهم حاجة ولذلك يدعوهم إلى نفسه بالدعوة الإِلهية التي يقوم بها رسله فهناك غنى وفقر ولهم نصيب من الغنى ولله نصيب من الفقر تعالى عن ذلك. Dar Al Kotob Al Ilmiyah. شبهة وَمَا أنت بمسمع من في الْقُبُورِ. إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُـمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ. فلا تخلو أُمة من الأُمم الإِنسانية عن ظهور ما للدعوة الحقة النبوية فيها وأما كون نبي كل أُمة من نفس تلك الأُمة فلا دليل عليه، وقد عرفت أن قوله تعالى: {وإن من أُمة إلا خلا فيها نذير} الآية مفاده ذلك. قوله تعالى: {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد} لا ريب أن في الآية تمهيد بالنسبة إلى الآيتين التاليتين يتبين بها مضمونهما وهي مع ذلك مستقلة في مفادها.
القبس في شرح موطأ مالك بن أنس
التفاسير الأكثر قراءة. تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ). التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ). شرح الصدور بأحكام المساجد والقبور. كيف وإن يظهروا عليكم}. الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ). وقوله: {ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه} بدل الخشية وإقامة الصلاة من التزكي للإِشارة إلى أن المطلوب بالدعوة والإِنذار هو التزكي وتزكية النفس تلبسها بالخشية من الله على الغيب وإقامة الصلاة. فالنبوة والإِنذار عام لكل أُمة ولا يستلزم استلزاماً ضرورياً أن تبلغ الدعوة كل شخص من أشخاصها بل من الجائز أن تبلغ بلا واسطة أو معها بعض الأُمة وتتخلف عن بعض لحيلولة علل وأسباب مزاحمة بينه وبين البلوغ فمن توجهت منهم إليه الدعوة وبلغته تمت عليه الحجة ومن توجهت إليه ولم تبلغه لم تتم عليه الحجة وكان من المستضعفين وكان أمره إلى الله قال تعالى: { إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً}. على أن سياق الآية مكي في سياق آيات سابقة ولاحقة مكية. وما أنت بمسمع من في القبور تفسير. ومنها أن الوجه حمل اللام في الناس على العهد وفي الفقراء على الجنس لأن المخاطبين في الآية هم الذين خوطبوا في قوله: {ذلكم الله ربكم له الملك} الآية أي ذلكم المعبود هو الذي وصف بصفات الجلال لا الذين تدعون من دونه وأنتم أشد الخلائق احتياجاً إليه.
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن 1-10 ج6. محمد بن يحيى بن محمد المختار الشنقيطي ،الشيخ. وقوله: {إن الله يسمع من يشاء} وهو المؤمن كان ميتاً فأحياه الله فأسمعه لما في نفسه من الاستعداد لذلك قال تعالى: { أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً}. التوبة: 7] إلى أن قال.
فقد بان أن مضمون الآية متفرعة على مضمون الآية السابقة فقوله: {إن يشأ يذهبكم} متفرع على كونه تعالى غنياً، وقوله: {ويأت بخلق جديد} متفرع على كونه تعالى حميداً، وقد فرع مضمون الجملتين في موضع آخر على غناه ورحمته قال تعالى: { وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء}. لما بين لهم أن الخلق والتدبير إليه تعالى فهو ربهم له الملك دون الذين يدعون من دونه فهم لا يملكون شيئاً حتى يقوموا بتدبيره، أخذ يبين ذلك ببيان آخر مشوب بالوعيد والتهديد وهو أنه تعالى غني عنهم وهم فقراء إليه فله أن يذهبهم ويأت بخلق جديد إن شاء جزاء بما كسبوا. الميزان في تفسير القرآن. القبس في شرح موطأ مالك بن أنس. قوله تعالى: {إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً وإن من أُمة إلا خلا فيها نذير} المفاد على ما يقتضيه السياق إنا أرسلناك بالتبشير والإِنذار وليس ببدع مستغرب فما من أُمة من الأُمم إلا وقد خلا ومضى فيها نذير فذلك من سنن الله الجارية في خلقه. وَمَا ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ. وَلاَ ٱلظِّلُّ وَلاَ ٱلْحَرُورُ. انتهى فالمعنى لا تحمل نفس حاملة للإِثم إثم نفس أُخرى ولازم ذلك أن لا تؤاخذ نفس إلا بما حملت من إثم نفسها واكتسبته من الوزر. بدع الصوفية والكرامات والموالد (الإبداعات في مضار الابتداعات).
قوله تعالى: {وما يستوي الأعمى والبصير} الظاهر أنه عطف على قوله: {وإلى الله المصير} تعليل في صورة التمثيل لعدم مساواة هؤلاء المتزكين لأُولئك المكذبين، وقيل: عطف على قوله السابق: {وما يستوي البحران}. وعلى هذا لا ضير في قصر الفقر في الناس سواء أُريد به المكذبون خاصة أو عامة الناس مع كون غيرهم من المخلوقات فقراء إلى الله كمثلهم وذلك أن عموم علة الحكم يعمم الحكم فكأنه قيل: أنتم معاشر الخليقة الفقراء إلى خالقكم المدبر لأمركم وهو الغني الحميد. أبو بكر الجزائرى/-/-. كلام في معنى عموم الإِنذار).