ومن هنا يتبين عدم استقامة تعليل ضرورة عدم إيمانهم بتعلق العلم الأزلي به فإن تعلق العلم الأزلي بفعل إنما يوجب ضرورة وقوعه بالوصف الذي هو عليه فإن كان اختيارياً وجب تحققه اختيارياً وإن كان غير اختياري وجب تحققه كذلك. قوله تعالى: " لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين " البخوع هو إهلاك النفس عن وجد، وقوله: " ألا يكونوا مؤمنين " تعليل للبخوع، والمعنى: يرجي منك أن تهلك نفسك بسبب عدم إيمانهم بآيات هذا الكتاب النازل عليك. تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ). نبذة مختصرة عن نفسك. في الأزل فهي ضرورية الوقوع وإلا كان علمه جهلاً - تعالى عن ذلك - فالإِنسان مجبر عليها غير مختار. وقيل: المراد بالأعناق الجماعات وقيل: الرؤساء والمقدمون منهم، وقيل: الهوامش: (1) البيت لذي الرمة، وقد تقدم الاستشهاد به في سورة الكهف (15: 194) على أن معنى البخع: القتل، فراجعه ثمة.
واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة
وتعليل الكفر والفسوق برسوخ الملكات الرذيله واستحكام الفساد في السريرة من قبل في كلامه تعالى أكثر من أن تحصى. قوله تعالى: " طسم تلك آيات الكتاب المبين " الإشارة بتلك إلى آيات الكتاب مما سينزل بنزول السورة ومنزل قبل، وتخصيصها بالإشارة البعيدة للدلالة على علو قدرها ورفعة مكانتها، والمبين من أبان بمعنى ظهر وانجلى. قال في روح المعاني في قوله تعالى: {وما كان أكثرهم مؤمنين} قيل: أي وما كان في علم الله تعالى ذلك، واعترض - بناء على أنه يفهم من السياق العلية - بأن علمه تعالى ليس علة لعدم إيمانهم لأن العلم تابع للمعلوم لا بالعكس.
نبذة مختصرة عن نفسك
هذا ما تدل عليه آية النبات. قوله تعالى: {فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤن} تفريع على ما تقدم من استمرار إعراضهم، وقوله: {فسيأتيهم} الخ تفريع على التفريع والأنباء جمع نبأ وهو الخبر الخطير، والمعنى لما استمر منهم الإِعراض عن كل ذكر يأتيهم تحقق منهم وثبت عليهم أنهم كذبوا، وإذ تحقق منهم التكذيب فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤون من آيات الله، وتلك الأنباء العقوبات العاجلة والآجلة التي ستحيق بهم. نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه. يحتوي الموقع على 91 تفسير للقرآن الكريم و 25 كتاب في علوم القرآن. أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى ٱلأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ. قوله تعالى: {أو لم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم} الاستفهام للإِنكار التوبيخي والجملة معطوف على مقدر يدل عليه المقام والتقدير أصروا واستمروا على الإِعراض وكذبوا بالآيات ولم ينظروا إلى هذه الأزواج الكريمة من النباتات التي أنبتناها في الأرض. حدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ) عليهم حرصا. قوله تعالى: {وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين} بيان لاستمرارهم على تكذيب آيات الله وتمكن الإِعراض عن ذكر الله في نفوسهم بحيث كلما تجدد عليهم ذكر من الرحمن ودعوا إليه دفعه بالإِعراض.
حرر نفسك من الخوف
والحجة مضافاً إلى فساد مقدماتها بناء ومبنى مغالطة بيّنة. والكلام مسوق سوق الانكار والغرض منه تسلية النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وأن من قوله: ( أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) في موضع نصب بباخع, كما يقال: زرت عبد الله أن زارني, وهو جزاء; ولو كان الفعل الذي بعد أن مستقبلا لكان وجه الكلام في " أن " الكسر كما يقال; أزور عبد الله إن يزورني. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
بتحطي نفسك في مواقف بايخة
اختر كتب التفسير المراد اضافتها للمقارنة: موافق. تفاسير أهل السنة السلفية. الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي (ت 1401 هـ). ففيها: أولاً: أن فرض ثبوت مّا للماهية في الأزل ووجودها فيها لا يزال يقضي بتقدم الماهية على الوجود وأنى للماهية هذه الأصالة والتقدم؟. بحث عقلي متعلق بالعلم).
وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي
تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ. تفسير صدر المتألهين/ صدر المتألهين الشيرازي (ت 1059 هـ). قوله تعالى: " إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين " تعلق المشية محذوف لدلالة الجزاء عليه، وقولة " فظلت " الخ، ظل فعل ناقص اسمه " أعناقهم " وخبره " خاضعين " ونسب الخضوع إلى أعناقهم وهو وصفهم أنفسهم لان الخضوع أول ما يظهر في عنق الانسان حيث يطأطئ رأسه تخضعا فهو من المجاز العقلي. في تفسير القمي في قوله تعالى: {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين} حدثني أبي عن أبي عمير عن أبي عبد الله. الميزان في تفسير القرآن.
لا تكلف الا نفسك
تفاسير الشيعة الإثنى عشرية. فقد وضع في الحجة الفعل المطلق مكان الفعل الخاص فعدَّ ضرورياً مع أن الضروري تحقق الفعل بوصف الاختيار نظير الممكن بالذات الواجب بالغير ففي الحجة مغالطة بالخلط بين الفعل المطلق والفعل المقيد بالاختيار. ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال: قال ابن عباس: ( بَاخِعٌ نَفْسَكَ): قاتل نفسك. قال: تخضع رقابهم يعني بنى أُمية وهي الصيحة من السماء باسم صاحب الأمر. على أنه لو كان معنى قوله: {وما كان أكثرهم مؤمنين} امتناع إيمانهم لتعلق العلم الأزلي بعدمه لاتخذوه حجة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعدُّوه عذراً لأنفسهم في استنكافهم عن الإِيمان كما اعترف به بعض المجبَّرة. أقول: وهذا المعنى رواه الكليني في روضة الكافي والصدوق في كمال الدين والمفيد في الإِرشاد والشيخ في الغيبة، والظاهر أنه من قبيل الجري دون التفسير لعدم مساعدة سياق الآية عليه. أنواعه أزواجاً، وقيل: المراد بالزوج الكريم الذي أنبته الله يعم الحيوان وخاصة الإِنسان بدليل قوله: {والله أنبتكم من الأرض نباتاً}. ومن هنا يظهر أن قول بعضهم: إن المراد ما كان في علم الله أن لا يؤمنوا غير سديد لأنه مضافاً إلى كونه خلاف المتبادر من الجملة، مما لا دليل على أنه المراد من اللفظ بل الدليل على خلافه السبق الدلالة على أن ملكة الاعراض راسخة لم تزل في نفوسهم. وقوله: {وما كان أكثرهم مؤمنين} أي لم يكن المترقب من حال أكثرهم بما عندهم من ملكة الاعراض وبطلان الاستعداد أن يؤمنوا فظاهر الآية نظير ظاهر قوله: { فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل}. لشَــيْءٍ نَحَتْـهُ عَـنْ يَدَيْـهِ المَقـادِرُ (1). وتفصيل الكلام في محله.
نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه
التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ). إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ. وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ. التفاسير الأكثر قراءة. وربما أمكن أن يستفاد من وقوع هذه الآية في هذه السورة ووقوع قوله: " فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين " في سورة الحجر وقياس مضمونيهما كل مع الأخرى أن هذه السورة أقدم نزولا من سورة الحجر وظاهر سياق آيات السورة أنها جميعا مكية واستثنى بعضهم الآيات الخمس التي في آخرها، وبعض آخر قوله: " أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل " وسيجئ الكلام فيهما. مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ). والمعنى: إن نشأ أن ننزل عليهم آية تخضعهم وتلجئهم إلى القبول وتضطرهم إلى الايمان ننزل عليهم آية كذلك فظلوا خاضعين لها خضوعا بينا بانحناء أعناقهم. وفيه أنه معنى صحيح في نفسه لكن المقام بما تقدم من المعنى أوفق. وعن سيبويه أن {كان} في قوله: {وما كان أكثرهم مؤمنين} صلة زائدة والمعنى: وما أكثرهم مؤمنين. وردَّ بأن معنى كون علمه تعالى تابعاً للمعلوم أن علمه. والسورة من عتائق السورة المكية وأوائلها نزولا واشتملت على قوله تعالى: " وأنذر عشيرتك الأقربين ".
بما فيه من سمة الإِعجاز وإن كذَّب به هؤلاء المشركون المعاندون ورموه تارة بأنه من إلقاء شياطين الجن وأُخرى بأنه من الشعر. لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ. وهذه حجة كثيرة الورود في كلام المجبرة وخاصة الإِمام الرازي في تفسيره الكبير يستدلون بها على إثبات الجبر ونفي الاختيار ومحصَّلها أن الحوادث ومنها أفعال الإِنسان معلومة لله.