وقال الثوري عن السدي عن عبد خير قال: سمعت علياً قرأ "سبح اسم ربك الأعلى" فقال: سبحان ربي الأعلى. يقال: قد حوي النبت، حكاه الكسائي. والحوة: السواد، قال الأعشى: لمياء في شفتيها حوة لعس وفي اللثاث وفي أنيابها شنب. وقوله تعالى: "إنه يعلم الجهر وما يخفى" أي يعلم ما يجهر به العباد وما يخفونه من أقوالهم وأفعالهم لا يخفى عليه من ذلك شيء.
Then turneth it to russet stubble. "أحوى" أسود بعد الخضرة، وذلك أن الكلأ إذا جف ويبس اسود. وقال قتادة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينسى شيئاً إلا ما شاء الله: وقيل: المراد بقوله: "فلا تنسى" طلب, وجعل معنى الاستثناء على هذا ما يقع من النسخ أي لا تنسى ما نقرئك إلا ما شاء الله رفعه فلا عليك أن تتركه. وقال ابن جرير: حدثنا ابن حميد, حدثنا حكام عن عنبسة عن أبي إسحاق الهمداني أن ابن عباس كان إذا قرأ "سبح اسم ربك الأعلى" يقول: سبحان ربي الأعلى, وإذا قرأ "لا أقسم بيوم القيامة" فأتى على آخرها "أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى" يقول: سبحانك وبلى, وقال قتادة "سبح اسم ربك الأعلى" ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأها قال: سبحان ربي الأعلى, وقوله تعالى: "الذي خلق فسوى" أي خلق الخليقة وسوى كل مخلوق في أحسن الهيئات. وقال عبد الرحمن بن زيد: أخرج المرعى أخضر، ثم لما يبس أسود من احتراقه، فصار غثاء تذهب به الرياح والسيول. ذكر من قال ذلك: حدثني علي ، قال: ثنا أبو صالح ، قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله " غثاء أحوى " يقول: هشيماً متغيراً. ثم قيل: يجوز أن يكون ((أحوى)) حالاً من ((المرعى))، ويكون المعنى: كأنه من خضرته يضرب إلى السواد، والتقدير: أخرج المرعى أحوى، فجعله غثاء. 5- "فجعله غثاء أحوى" أي فجعله بعد أن كان أخضر غثاء: أي هشيماً جافاً كالغثاء الذي يكون فوق السبل أحوى: أي أسود بعد اخضراره، وذلك أن الكلأ إذا يبس اسود. حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " غثاء أحوى " قال: غثاء السيل أحوى ، قال: أسود. 5 - And then doth make it (but) swarthy stubble.
وقال الكسائي: هو حال من المرعى: أي أخرجه أحوى من شدة الخضرة والري "فجعله غثاء" بعد ذلك، والأحوى مأخوذ من الحوة، وهي سواد يضرب إلى الخضرة. قال في الصحاح: والحوة سمرة الشفة، ومنه قول ذي الرمة: 5- "فجعله"، بعد الخضرة، "غثاءً"، هشيماً بالياً، كالغثاء الذي تراه فوق السيل. وبعير أحوى إذا خالط خضرته سواد وصفرة. قال ابن جرير: وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يرى أن ذلك من المؤخر الذي معناه التقديم, وأن معنى الكلام والذي أخرج المرعى, أحوى: أخضر إلى السواد فجعله غثاء بعد ذلك, ثم قال ابن جرير: وهذا وإن كان محتملاً إلا أنه غير صواب لمخالفته أقوال أهل التأويل, وقوله تعالى: "سنقرئك" أي يا محمد "فلا تنسى" وهذا إخبار من الله تعالى ووعد منه له. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله " غثاء أحوى " قال: يعود يبساً بعد خضرة.
وقوله تعالى: "ونيسرك لليسرى" أي نسهل عليك أفعال الخير وأقواله ونشرع لك شرعاً سهلاً سمحاً مستقيماً عدلاً لا اعوجاج فيه ولا حرج ولا عسر. وقد قال الله تعالى إخباراً عن أهل النار: "ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون" وقال تعالى: "لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها" إلى غير ذلك من الايات في هذا المعنى. وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ "سبح اسم ربك الأعلى" قال: "سبحان ربي الأعلى" وهكذا رواه أبو داود عن زهير بن حرب عن وكيع به قال وخولف فيه وكيع رواه أبو وكيع وشعبة عن أبي إسحاق عن سعيد عن ابن عباس موقوفاً. وهو مثل ضربه الله تعالى للكفار، للذهاب الدنيا بعد نضارتها. وكذلك للذي يكون حول الماء من القماش غثاء، كما قال: كأن طمية المجيمر غدوة من السيل والأغثاء فلكه مغزل. وهذا القول وإن كان غير مدفوع أن يكون ما اشتدت خضرته من النبات قد تسميه العرب أسود ، غير صواب عندي بخلافه تأويل أهل التأويل في أن الحرف إنما يحتال لمعناه المخرج بالتقديم والتأخير إذا لم يكن له وجه مفهوم إلا بتقديمه عن موضعه ، أو تأخير ، فأما وله في موضعه وجه صحيح فلا وجه لطلب الاحتيال لمعناه بالتقديم والتأخير. وقال: وغيث من الوسمي حو تلاعه تبطنته بشيظم صلتان. وكذلك الغثاء (بالتشديد). وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
5 - (فجعله) بعد الخضرة (غثاء) جافا هشيما (أحوى) أسود يابسا. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قوله " فجعله غثاء أحوى " قال: كان بقلاً ونباتاً أخضر ، ثم هاج فيبس ، فصار غثاء أحوى ، تذهب به الرياح والسيول ، وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يرى أن ذلك من المؤخر الذي معناه التقديم ، وأن معنى الكلام: والذي أخرج المرعى أحوى: أي أخضر إلى السواد ، فجعله غثاء بعد ذلك ، ويعتل لقوله ذلك بقول ذي الرمة: حواء قرحاء أشراطية وكفت فيها الذهاب وحفتها البراعيم. وقيل " أحوى " حال المرعى أي أخرجه " أحوى " أي أسود من شدة خضرته. بأنه سيقرئه قراءة لا ينساها "إلا ما شاء الله" وهذا اختيار ابن جرير. وتصغير أحوى أحيو، في لغة من قال أسيود. الاتقان في علوم القرآن للسيوطي. ويجوز أن يكون((أحوى)) صفة لـ((ـغثاء)).
قال الإمام أحمد: حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا موسى يعني ابن أيوب الغافقي, حدثنا عمي إياس بن عامر سمعت عقبة بن عامر الجهني: لما نزلت "فسبح باسم ربك العظيم" قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اجعلوها في ركوعكم" فلما نزلت "سبح اسم ربك الأعلى" قال: "اجعلوها في سجودكم" ورواه أبو داود وابن ماجه من حديث ابن المبارك عن موسى بن أيوب به. يقال: رجل أحوى، وامرأة حواء، وقد حويت. وحكى أهل اللغة: غثا الوادي وجفأ. وفي الصحاح: والحوة: سمرة الشفة. 5-" فجعله " بعد خضرته " غثاء أحوى " يابساً أسود. Get this book in print. والأحوى: الأسود، أي أن النبات يضرب إلى الحوة من شدة الخضرة كالأسود. وكذلك الماء: إذا علاه من الزبد والقماش ما لا ينتفع به.
قال قتادة: الغثاء الشيء اليابس، ويقال للبقل والحشيش إذا انحطم ويبس غثاء وهشيم.