قوله تعالى: {وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى} السعي الإِسراع في المشي فمعنى قوله: {وأما من جاءك يسعى} بحسب ما يفيده المقام: وأما من جاءك مسرعاً ليتذكر ويتزكى بما يتعلم من معارف الدين. تفسير عبس وتولي الشيخ. Pages displayed by permission of. تفسير الطبري (جامع البيان في تأويل القرآن) 1-13 مع الفهارس ج12. وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ. وفيه أنه لا يلائمه الخطاب في قوله بعد: {أما من استغنى فأنت له تصدَّى} إلخ والعتاب والتوبيخ فيه أشد مما في قوله: {عبس وتولى} إلخ ولا إيناس فيه قطعاً.
وبهذا وما تقدمه يظهر الجواب عما قيل: إن الله. أقول: الكلام فيه كالكلام فيما تقدمه، ومعنى قوله: حتى أنه كان يكف "الخ" أنه كان يكف عن الحضور عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكثرة صنيعه صلى الله عليه وآله وسلم به انفعالاً منه وخجلاً. عبس وتولى تفسير. العلق: 7-8]، والتصدي التعرض للشيء بالإِقبال عليه والإِهتمام بأمره. وقيل: المراد بالسفرة الكتّاب من الملائكة, والذي تقدم من المعنى أجلى. تفاسير الشيعة الإثنى عشرية. البقرة: 2]، وقال: { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}. وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ.
التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ). الحجر: 94] النازل في أول الدعوة العلنية فكيف يتصور منه صلى الله عليه وآله وسلم العبوس والإِعراض عن المؤمنين وقد أمر باحترام إيمانهم وخفض الجناح وأن لا يمد عينيه إلى دنيا أهل الدنيا. وفي التعبير عن الجائي بالأعمى مزيد توبيخ لما أن المحتاج الساعي في حاجته إذا كان أعمى فاقداً للبصر وكانت حاجته في دينه دعته إلى السعي فيها خشية الله كان من الحري أن يرحم ويخص بمزيد الإِقبال والتعطف لا أن ينقبض ويعرض عنه. الشعراء: 193-194] وقد قال تعالى في صفته: { إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين}. قوله تعالى: {وما يدريك لعله يزكَّى أو يذكِّر فتنفعه الذكرى} حال من فاعل {عبس وتولى} والمراد بالتزكي التطهر بعمل صالح بعد التذكر الذي هو الاتعاظ والانتباه للاعتقاد الحق، ونفع الذكرى هو دعوتها إلى التزكي بالإِيمان والعمل الصالح. تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ). قوله تعالى: {عبس وتولى} أي بسر وقبض وجهه وأعرض. الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ). وقد عظّم الله خلقه صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال - وهو قبل نزول هذه السورة -: {وإنك لعلى خلق عظيم} والآية واقعة في سورة "ن" التي اتفقت الروايات المبينة لترتيب نزول السور على أنها نزلت بعد سورة أقرأ باسم ربك، فكيف يعقل أن يعظم الله خلقه في أول بعثته ويطلق القول في ذلك ثم يعود فيعاتبه على بعض ما ظهر من أعماله الخلقية ويذمه بمثل التصدي للأغنياء وإن كفروا والتلهي عن الفقراء وإن آمنوا واسترشدوا. تفسير سورة عبس وتولى. على ما في المجمع - أنها نزلت في رجل من بني أُمية كان عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاء ابن أم مكتوم فلما رآه تقذر منه وجمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه فحكى الله. التفاسير الأكثر قراءة. أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ. وليست الآيات ظاهرة الدلالة على أن المراد بها هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل خبر محض لم يصرح بالمخبر عنه بل فيها ما يدل على أن المعني بها غيره لأن العبوس ليس من صفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع الأعداء المباينين فضلاً عن المؤمنين المسترشدين. لم ينهه صلى الله عليه وآله وسلم عن هذا الفعل إلا في هذا الوقت فلا يكون معصية منه إلا بعده وأما قبل النهي فلا.
وكذا قوله: { لا تمدّن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين}. فصلت: 42]، وقال: { إنه لقول فصل * وما هو بالهزل}. وقوله: {وهو يخشى} أي يخشى الله والخشية آية التذكر بالقرآن قال تعالى: { ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى * إلا تذكرة لمن يخشى}. وذلك أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب وابياً وأمية بن خلف يدعوهم إلى الله ويرجو إسلامهم فقال: يا رسول الله أقرئني وعلمني مما علَّمك الله فجعل يناديه ويكرر النداء ولا يدري أنه مشتغل مقبل على غيره حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقطعه كلامه وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد إنما أتباعه العميان والعبيد فأعرض عنه وأقبل على القوم الذين كان يكلِّمهم فنزلت الآيات. فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ. مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ). الميزان في تفسير القرآن. فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ. وفي الآيات الأربع عتاب شديد ويزيد شدة بإتيان الآيتين الأوليين في سياق الغيبة لما فيه من الإِعراض عن المشافهة والدلالة على تشديد الإِنكار وإتيان الآيتين الأخيرتين في سياق الخطاب لما فيه من تشديد التوبيخ وإلزام الحجة بسبب المواجهة بعد الإِعراض والتقريع من غير واسطة. قوله تعالى: {في صحف مكرّمة مرفوعة مطهرة} قال في المجمع: الصحف جمع صحيفة، والعرب تسمي كل مكتوب فيه صحيفة كما تسميه كتاباً رقاً كان أو غيره انتهى. و {في صحف} خبر بعد خبر لأَن وظاهره أنه مكتوب في صحف متعددة بأيدي ملائكة الوحي، وهذا يضعّف القول بأن المراد بالصحف اللوح المحفوظ ولم يرد في كلامه تعالى إطلاق الصحف ولا الكتب ولا الألواح بصيغة الجمع على اللوح المحفوظ، ونظيره في الضعف القول بأن المراد بالصحف كتب الأنبياء الماضين لعدم ملاءمته لظهور قوله: {بأيدي سفرة} الخ في أنه صفة لصحف. قوله تعالى: {كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره} {كلا} ردع عما عوتب عليه من العبوس والتولي والتصدي لمن استغنى والتلهي عمن يخشى. ومحصل المعنى: بسر وأعرض عن الأعمى لما جاءه والحال أنه ليس يدري لعل الأعمى الذي جاءه يتطهر بصالح العمل بعد الإِيمان بسبب مجيئه وتعلِّمه وقد تذكر قبل أو يتذكر بسبب مجيئه واتعاظه بما يتعلم فتنفعه الذكرى فيتطهر.
أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ. وفي المجمع وروي عن الصادق. قوله تعالى: {أن جاءه الأعمى} تعليل لما ذكر من العبوس بتقدير لام التعليل. Advanced Book Search.