اجل امسكي الفصول العليا ودرسيهم تاريخ وبعدي عن الصغار لاتدمرينهم بالدلع. معقول ان النصيب هو اللي يفرض عليها اللي يصير. راح يقولها و القنبلة الي راح يفجرها.. كمل بحنان فاض عليها و وصلها و عرفت.
تكلم ابو مشاري: لولا اني ماابغى الفضايح كان وديته للمكان اللي يناسبه.. هذا مكانه السجن مو نايف.. تحركت سارة وراحت لام شادن قالت بهمس: خالتي يالله تعالوا عندنا.. : شادن تروح معاكم وانا بجلس هنا في بيتي محد بيطلعني منه.. هزت شادن راسها بمعنى لا قالت وهي ترتجف وتبكي: لايمه ماراح اخليك هنا..! رفعت ساره طرحتها عن و جهها قالت وين يتوب علينا و ناديه معانا و صوتها. من قلب الله يجزاك خير.. اخذت شادن نصف اغراض نوره الي يادوب تشيل عمرها و النص الباقي. اللي وصلت له مع عماد يعتبر خطوة كبيرة وناجحه..! عند العليم الخبير.. ومابقي غير صالح السكير العربيد و الي ما يعرف من الايمان غير اسمه.. والخوف. والزواج شي مستبعد من قاموس حياته..!
قاطعتهم طالبه دخلت غرفة المدرسات عليهم قالت: ابله شادن المديرة تقول خليها تجي. قالت: تدرين انه سبب اعاقة ندى لأنه 24 ساعة سكران والسكر يأثر على الجنين.. يعني تسبب بشقاها السنين اللي عاشتها وتسبب في حرمانها من الحياة.. مسحت دمعتها اللي نزلت وذكرى ندى تزف الجرح وتيقظ وجع الذكرى.. كملت وقالت: فكها ربي من اسمه ومن اعاقتها اللي سببها لها.. ردت سارة بصوت حاني تمس به جروح صاحبتها لعلها تدملها ولا تخفف من وجعها: شادن عمري خلاص هدي نفسك وربي راح يفرجها وتتذكرين كلامي بكرة.. بعدين ابوي قال لي انه بيكلف لنايف محامي وراح يطلع لكم قريب..! أي بنات.. ؟: بنتي وبنت خالد الله يرحمه..! وقفت ام نايف وطبقت سجادتها وشرشف صلاتها قالت: اعطيني النوته اللي بمكتبة التلفزيون اتذكر اني سجلت رقم اهل ابراهيم لمن نام نايف عندهم زمان. وده يروح يشوفها ويلمس جروحها. قالت نورة بمرار: شفته يمه اصفر وعيونها تروع.. ان مااكلت خلي ابوي يوديها لمستشفى قبل لاتموت عندنا من الجفاف و الجوع.. هبدت امها على صدرها وتعدتها بخطوات واسعه لابوها.. كان جالس يتقهوى والعنود تسولف عليه وهو يسمع لها باصغاء.. : يبه انت ليش موب مثل عماد يوم بيته وش كبببببببببره وفيه العاب وفيه درج وكله قزاز المرايا وش كثرها والطاولات في كل مكان والمطبخ مثل اللي نشوفه في التلفزيون. كيف تسمح لنفسها تخونه وهو اللي حافظ عليها حتى من نفسه..! بحال اقوى و نفسيه مرتاحة اكثر من اليوم و الايام الي قبل …. ومابين الوحل والماء الفرات.. مابين الطهر والوباء ". رمقته فوزية بنظرة عتب قالت: ماادري عنها اسألها وتقول لك.. انسحبت فوزية من المكان بحضوره. ياشيخه توكلي على ربك واسألي عنهم. استسلمت عزيزة ( ام نايف) للنوم بعد ماعطتها شادن حبتين بندول سكنت الصداع اللي يهاجمها بين فترة وفترة.. انسحبت من الغرفة بهدوء وهي تمشي على اطراف اصابعها.. واخذت جوالها.. دقت على اقرب الناس لها واللي دايما تلاقيها وقت حاجتها لها.. انتظار..! الله يهديه ليه مابلغنا.. : ابراهيم يحسبكم عارفين بالموضوع.. على العموم لاتخافين ان شاء الله موضوعه ماراح يطول.
خايفة منه … طاحت على راسها و دخلت فغيبوبه و ما طولت..! بس حلف ان تكلمت ولا جبت سيرة صالح ليسوي اللي مانرضاه.. : حسبي الله ونعم الوكيل.. اش تتوقعين منه يايمه.. هذا صالح ماسكه مع رقبته ولو ضريناه راح يضره ويطالبه بفلوسه واخوك عاد يبيع ولده ولايفرط بريال حسبي الله ونعم الوكيل... اه بس ياويلي عليك يانايف.. وينك عنا يانايف تركتنا ولا ندري عنك..! وقفت ام نايف.. وبمرارة وقلة حيلة عقبت: ياربي على هالمصيبة والله مو ناقصين.. الحين من بيوديك هناك.. ؟: هذا اللي كاسر ظهري يمه.. ماعندي احد.. ان جلست قابلت الوسخ هذا وان بغيت اروح مافي يدي حيله ولاعندي احد يسندني ويوقف معاي. اها.. هاترى اللي نقلك من اهل ابوك.. هذي ديرة عمانك.. وجدتك عايشه هنا.. اخرستها المفاجأة.. مو معقوله يطلع لها اهل بين يوم وليله.. مومعقولة تجي برجولها ويصير لها عمان وجدة.. يعني اهل وعزوة وسند.. وهي اللي كانت بتشرد عن صالح وتسكن في بيت مافيه الا ثلاث حريم وفي ديرة غريبة بعيده لاتلفون ولا كهرباء ولا... قطعت سارة عليها افكارها وتفكيرها وسحبتها من شرودها لمن قالت: معقولة امك ماتدري.. ؟. الإلكترونيه التي تحولت. الله يكتب اللي فيه خير: اللهم آمين. لكن قبل تنجرف حبيت اوضح لك. امتدت يده بسرعه ومسك يدها قال: تعالي.. وش سالفة حركات الدلع هذي.. طالعت وراها بتشوف اذا احد منتبه لها ولا لا قالت بضحكه: والله مو دلع بس مبسوطه. ابتسمت بحرج قالت: انا كمان بخير... سحبت كيس الدوا وطلعت الأدوية قالت: عماد طلبتك لاتاخذ الانترفيرون ترى سمعت انه يسبب اكتئاب. خوفها على امها و على نفسها منه.. حزن امها و مشوارها الطويل للسبيل.. حضنت مخدتها و غمضت عيونها غصب.. رفعت صوتها و كأنها تبى تطرد اي فكرة تهاجمها و تنغص عليها نومها.
غير شادن الحنونه و ما ما الحبيبه.. ونايف الأخ العطوف.. وتعرف صالح الأب. وبنفس ابتسامته قال: ماعندنا مسجد قريب بس صلينا انا والعيال جماعه.. على فكرة عماد تراه تعبان روحي شوفيه. عزيزة بتسكتين بنتك ولا لا.. ؟. ان كان ودك ترسيني على كحلك. هههههههههههههههه هذي من يفكنا منها الحين.. الا جاي عشانك. ضحكت سارة قالت وهي تقرب منها: الله يرحم حال اهل السبيل متطورين شوية. ان شاء الله ماتسمعينه.. قطع كلامه وهو يسمع نايف يتنحنح بصوت عالي ويكح.. بعدت عنه وقالت: بروح اجيب لنايف الدوا ولو اني ماابغى اقابل زوجة عمي.. اووف اكرهها. اللهم أبدلهن داراً خيراً من دورهن وأهلاً خيراً من أهلهن. ردت منال بحده: من وين يعني.. اكيد من شغله..! سم الله عدوك.. ابيك تسمح لي آخذ حرمتي الاسبوع هذا.
كشرت بقرف قالت: خير اش تبغى بعد اللي سويته ؟. فهمت عليها شادن وجارتها وابتسمت قالت: ايوه الدليل الاستقبال الحلو ولا استقبال ابلا سميحه الله يذكرها بالخير. اخذ كاسة فيها مويه وصب في يده منها قليل رشه على بندر اللي تحرك على طول وجلس وهو يقول: قمت قمت ترانا بردانين وانت زدتنا بالماء البارد اللي يخليك لي. من ربى ما يعرف له طريق او و جهة.. وجع الفراق و الفقد..! راح بخطوات واسعه اختصرها للنصف وركب سيارته وشاف العنود تتعثر بخطوتها والخوف بدا يشلها..! اجل خلاص بقفل عشان تجي وانت مشتاق لي. وصلت نورة للمكان اللي يطالعه حمود وهي تلهث وتبكي.. اول ماشافتها صرخت عليها: ليييش يانووووف ليش تسوين في امي وابوي كذا.... حرام عليتس خافي ربي.. ضمتها على صدرها بقوة والثانية ترتجف بذهول.. قال حمود: وخري يانورة خليها عندي.. ردت نورة وهي تحاول ماتحتك بحمود اللي ماشافها ولا كلمها من سنين طويلة: لا ياحمود لو سمحت خلها عندي وناد ابوي. وهو يقول بخبث: اوووه شادن الحلوة في البيت هالوقت ؟.. غريبة ماداومتي ؟. امتلت عيونها دموع.. وهي تتذكر خيبتها الكبيرة.. هي اللي دايماً تلمح له وتبين غيرتها وطلع مايستاهلها.. قالت بصوت مخنوق ولهجة السخرية واضحة بكلامها: ليه اغار وانا واثقه فيك..! عض على شفته قال: زين زين.. يالله مع السلامه.
لا ياقلبي لو شفتي خالي كيف يرفع صالح عند النجووم وكيف يحترمه ويقدره عشان هذاك يحس انه زي الناس له احترام ووجود ومايطالب خالي بفلوسه. سلمت عليه وجلست قريب منه وهي تحاول على قد ماتقدر انها في طبيعتها.. ساد الصمت لثواني وتكلم خالها.. : ها ياشادن اش اخبار التدريس عسى ما يتعب.. ؟: الحمد لله مرتاحه فيه. رد عليها وهو يعطيها ظهرها ويلبس طاقيته وياخذ شماغه من فوق الكنب قال: ابي امشي لجده وراي شغلي تركته ماجيته من ثلاث ايام. رفع راسها وطالع في عيونها بعمق قال: تراني ماقلت لك الكلام هذا الا بعد كلامك لي في السيارة امس.. لكن سألتك بالله ياشادن متى ماحسيتي انك تبين تعيشين حياتك لاتترددين لحظة وحده. الله ياخذ هالخالد ماادري اش عاجبك فيه ومخليك تتمسكين فيه للحين. قال: تعالي لاتخافين اركبي معي. رفعت راسها ثواني ورجعت تكمل شغلها وهي تقول: آخر غرفة مقابلة لوجهتس. طالعوا شادن وسارة في بعض باستغراب من الكرم الحاتمي اللي في نوير ويمكن في اهل القرية كلهم قالت شادن: لا اش تروحين للبيت.. ؟ بعدين اعرف عمي ابومشاري ماراح يجلس. ردت نوره و هي تنتظر المساعدة و بدون تردد سلمتها الاغراض و قالت. طالع بسارة قال: بالطيب ياسارة روحي بدلي ولا اقولك خليه يجي يسلم و ينقلع مو لازم يشوفك. قرب من شادن ولفها بطرف الفروة وغمرتها ريحة العود المعتق المختلطة بريحة النار وفترت عظامها وبردت اوصالها.. قال: لاتجفلين يالشادن ابي اغطيتس عن البرد.. شوي وتتجمدين في هالمربعانية ( المربعانية ايام في الشتاء يكون البرد فيها في اوجه).
هدت ضحكته ومسح على راس شهد قال: كل اللي تقوله شهد يونسني ويسعدني الله يصلحها ويخليها لاهلها. على الرغم إن هذه الرواية. لعل وعسى انها تصحى وتلا قي امها بكرة بحال احسن ونفسية مرتاحه اكثر من اليوم والايام اللي قبل... قرية السبيل.. وفي المدرسة القديمة واللي جدرانها مشتققه وأسقف غرفها خشب وفوقه تراب.. وتحديدا في صف سادس ابتدائي.. نادية وهي منهمكه في الشرح.. المسائل الرياضيه تخلي المدرس ينسى كل اللي حوله وينغمس مابين الأعداد وكأنه في متاهه ويدور على منفذ للخروج..! فزت ورفعت يدها تسكته قالت: عماد اش هالكلام.. ليه تقول كذا.. اخذ يدينها ولثمها بلهفه قال: ماابيك تضيعين عمرك معي.. وماابي اضيع معك اكثر من كذا.. ؟.