قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا " وذلك الخبز " تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ". " قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ. قراءة سورة يوسف كاملة وتفسير الإمام السعدي لفوائدها. فقال: " إِذْ قَالَ يُوسُفُ " إلى " إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ". فإن أولاد يعقوب, عليه السلام, جرى منهم ما جرى, في أول الأمر, مما هو أكبر أسباب النقص واللوم, ثم انتهى أمرهم إلى التوبة النصوح, والسماح التام, من يوسف, ومن أبيهم, والدعاء بالمغفرة والرحمة. قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ". وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ " من أجر. يعني: أن الخبر اشتهر وشاع في البلد, وتحدث به النسوة, فجعلن يلمنها, ويقلن: " امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا " أي: هذا أمر مستقبح, هي امرأة كبيرة القدر, وزوجها كبير القدر, ومع هذا, لم تزل تراود فتاها, الذي تحت يدها, وفي خدمتها - عن نفسه.
- تفسير السعدي سورة يس
- بحث تفسير سورة يوسف
- تفسير السعدي سورة يوسف
- بحث عن تفسير سورة يوسف
- تفسير سورة فصلت السعدي
- تفسير سورة يونس السعدي
- تفسير السعدي سورة الفاتحة
تفسير السعدي سورة يس
أي: لأي شيء يدخلك الخوف منا, على يوسف, من غير سبب, ولا موجب؟. فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ " أي. سَيَّارَةٌ " أي: قافلة تريد مصر. " نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ". وإلا فإن الفرق بين عبادة الله, وحده لا شريك له, وبين الشرك به, من أظهر الأشياء وأبينها. ثم لما احتبسه يوسف عنده, وجاء إخوته لأبيهم قال لهم: " بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا " فهم في الأخيرة - وإن لم يكونوا مفرطين, فقد جرى منهم, ما أوجب لأبيهم, أن قال ما قال, من غير إثم عليه ولا حرج. بعض العظة والعبرة في قصة يوسف عليه السلام من كتاب تفسير السعدي (سورة يوسف. قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ. ثم صرح لهما بالدعوة فقال: " يَا صَاحِبَيِ. فمن قبله وانقاد له, فهو حظه, وقد حصل له أكبر النعم وأجل الفضائل. " ويعقوب لم يفارق الحزن قلبه في هذه المدة " وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ".
بحث تفسير سورة يوسف
ولهذا من علامات الإيمان, أن يكره العبد أن يعود في الكفر, بعد أن أنقذه الله منه, كما يكره أن يلقى في النار. فدخلوا في هذه الحال السارة, وزال عنهم النصب ونكد المعيشة, وحصل السرور والبهجة. " وأول رؤيا الملك, للبقرات والسنبلات, بالسنين المخصبة, والسنين المجدبة. عصمة الأنبياء - محقق - أبي عبد الله محمد بن عمر/فخر الدين الرازي. وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ. ولعل وجه ذلك - والله أعلم - أن الخصب والجدب - لما كان الحرث مبنيا عليه, وأنه إذا حصل الخصب, قويت الزروع والحروث, وحسن منظرها, وكثرت غلالها, والجدب بالعكس من ذلك.
تفسير السعدي سورة يوسف
أَلْقَاهُ " أي: القميص " عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا " أي: رجع إلى حاله الأولى بصيرا, بعد أن ابيضت عيناه من الحزن. تفسير قوله تعالى اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين. أبي عبد الله محمد بن عمر/فخر الدين الرازي. عليه وسلم قال الله له: " ذَلِكَ " النبأ الذي. تفسير السعدي سورة يوسف. وهذا يدل على أن يعقوب عليه السلام, لا يترك يوسف يذهب مع إخوته للبرية ونحوها. قَالَ " يوسف " مَعَاذَ. وَقَدْ أَحْسَنَ بِي " إحسانا جسيما " إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ ". ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين ". فيعطي كلا, ما تقتضيه حكمته وحمده, فإنه حكيم, يضع الأشياء مواضعها, وينزلها منازلها. فنسأله تعالى, علما نافعا, وعملا متقبلا, إنه جواد كريم.
بحث عن تفسير سورة يوسف
حاصل لها, ولا لها تأويل. إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ. تفسير قوله تعالى ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون. بحث تفسير سورة يوسف. الاجتماع بيوسف وإخوته وأبيهم. " وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا " أي: أبوه, وأمه, وإخوته, سجودا على وجه التعظيم والتبجيل والإكرام. " أو أن الحادث الذي فرق بينه وبين أبيه, هم السبب فيه, والأصل الموجب له. " أَخَاهُ " أي: شقيقه وهو " بنيامين " الذي. وَلَدَارُ الْآخِرَةِ " أي: الجنة وما فيها, من النعيم المقيم. "
تفسير سورة فصلت السعدي
واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون ". " ولهذا قال: " وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ " يتذكرون به ما ينفعهم, ليفعلوه, وما يضرهم ليتركوه. " حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ. بحث عن تفسير سورة يوسف. وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ " فلذلك تأتيهم المنة والإحسان, فلا يقبلونها, ولا يقومون لله بحق. وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين ". تدعوهن إلى منزلها للضيافة. " القصص, وأنه أحسن القصص على الإطلاق, فلا يوجد من القصص, في شيء من الكتب, مثل هذا.
تفسير سورة يونس السعدي
ومنها: أن علم التعبير, من العلوم الشرعية, وأنه يثاب الإنسان على تعلمه وتعليمه, وأن تعبير الرؤيا, داخل في الفتوى, لقوله للفتيين: " قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ " وقال الملك " أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ ". وأما أسياده, فإنه لما اشتهر الخبر وبان, وصار الناس فيها, بين عاذر, ولائم, وقادح. " الباطن, بالعفة التامة - فقالت - معلنة لذلك, ومبينة لحبه الشديد, غير مبالية, ولأن اللوم انقطع عنها من النسوة: " فَذَلِكُنَّ الَّذِي. فإن قتله أعظم إثما, وأشنع.
تفسير السعدي سورة الفاتحة
فأحضرهن الملك, وقال: " مَا خَطْبُكُنَّ " أي: شأنكن " إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ " فهل. فلما اشتراه, أعجب به, ووصى عليه امرأته وقال: " أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا " أي: إما أن ينفعنا كنفع العبيد, بأنواع الخدم. عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ. وَسُبْحَانَ اللَّهِ " عما ينسب إليه, مما لا يليق بجلاله, أو ينافي كماله. " أي: جماعة, حريصون على حفظه. " ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ". " وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم ". ومنها: الحذر من شؤم الذنوب, وأن الذنب الواحد, يستتبع ذنوبا متعددة, ولا يتم لفاعله, إلا بعد جرائم.
قَالَ " لهم: " ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ " ثم رغبهم في الإتيان به فقال: " أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ " في الضيافة والإكرام. " لأنه آثر لذة قليلة منغصة, على لذات متتابعات, وشهوات متنوعات, في جنات النعيم. قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ". " يَأْتِ بَصِيرًا " لأن كل داء يداوى بضده. قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ". قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنَّ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ. ومما يدل على هذه القاعدة, أنه استدل بوجود الصواع في رحل أخيه على الحكم عليه بالسرقة, من غير بينة شهادة, ولا إقرار. فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا. وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ. فقالوا - معتذرين بعذر كاذب - " يَا أَبَانَا. ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير ". ومنها: الحذر من الخلوة بالنساء, اللائي يخشى منهن الفتنة, والحذر أيضا من المحبة, التي يخشى ضررها. قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ. وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ.
قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون ". الْقَهَّارُ " الذي انقادت الأشياء لقهره وسلطانه, فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن " ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ". ثم دعاهما بالمقال, وبين فساد الشرك, وبرهن عليه, وحقيقة التوحيد, وبرهن عليه. أي: قال إخوة يوسف, متوصلين إلى مقصدهم لأبيهم: ".