عليه السلام: هو الرجل يمشي بسجيته التي جبل عليها لا يتكلف ولا يتبختر. والذي يفيد ظاهر قوله: {يبدِّل الله سيئاتهم حسنات} وقد ذيَّله بقوله: {وكان الله غفوراً رحيماً} أن كل سيئة منهم نفسها تتبدّل حسنة، وليست السيئة هي متن الفعل الصادر من فاعله وهو حركات خاصة مشتركة بين السيئة والحسنة كعمل المواقعة مثلاً المشترك بين الزنا والنكاح، والأكل المشترك بين أكل المال غصباً وبإذن من مالكه بل صفة الفعل من حيث موافقته لأمر الله ومخالفته له مثلاً من حيث إنه يتأثر به الإِنسان ويحفظ عليه دون الفعل الذي هو مجموع حركات متصرِّمة متقضية فانية وكذا عنوانه القائم به الفاني بفنائه. والمعنى: قل لا قدر ولا منزلة لكم عند ربي فوجودكم وعدمكم عنده سواء لأنكم كذّبتم فلا خير يرجى فيكم فسوف يكون هذا التكذيب ملازماً لكم أشد الملازمة، إلا أن الله يدعوكم ليتّم الحجة عليكم أو يدعوكم لعلكم ترجعون عن تكذيبكم.
- تفسير الشوكاني (فتح القدير) 1-6 مع الفهارس ج4 - محمد بن علي/الشوكاني
- فتح القدير 1/5: الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير - الامام محمد بن علي بن محمد الشوكاني
- زاد المؤمنين من الدعاء المستجاب ومفاتيح الفرج وصفة صلاة خير المرسلين - حمزة الجبالي
تفسير الشوكاني (فتح القدير) 1-6 مع الفهارس ج4 - محمد بن علي/الشوكاني
وكأن المراد أن يكونوا صفاً واحداً متقدماً على غيرهم من المتقين ولذا جيىء بالإِمام بلفظ الإِفراد. عن قول الله عز وجل: {والذين إذا ذُكِّروا بآيات ربهم لم يخرُّوا عليها صمّاً وعمياناً} قال: مستبصرين ليسوا بشكّاك. وفي روضة الواعظين قال صلى الله عليه وآله وسلم: "ما جلس قوم يذكرون الله إلا نادى بهم مناد من السماء قوموا فقد بدَّل الله سيئاتكم حسنات وغفر لكم جميعاً"]. تفسير الشوكاني (فتح القدير) 1-6 مع الفهارس ج4 - محمد بن علي/الشوكاني. أو أنه تعالى ثابت في نفسه سواء دعي غيره أم لا فالمراد بدعاء غيره دعاء إله آخر مع وجوده وبعبارة أُخرى تعدِّيه إلى غيره. المائدة: 48]، وقال: { سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة}.
حدثني القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, مثله. ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا﴾. محمد السعيد بن بسيوني زغلول. أو يحمل الخلود على المكث الطويل أعمّ من المنقطع والمؤبّد أو يحمل قوله: {ومن يفعل ذلك} على فعل جميع الثلاثة لأن الآيات في الحقيقة تنزّه المؤمنين عما كان الكفار مبتلين به وهو الجميع دون البعض. قوله تعالى: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً} قال الراغب في المفردات: قرت عينه تقرُّ سُرّت قال، تعالى: {كي تقر عينها} وقيل لمن يسر به قرة عين قال: {قرة عين لي ولك} وقوله تعالى: {هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} قيل: أصله من القر أي البرد فقرت عينه قيل: معناه بردت فصحَّت، وقيل: بل لأن للسرور دمعة باردة قارة وللحزن دمعة حارة ولذلك يقال فيمن يدعي عليه: أسخن الله عينه، وقيل: هو من القرار والمعنى أعطاه الله ما يسكن به عينه فلا تطمح إلى غيره انتهى. زاد المؤمنين من الدعاء المستجاب ومفاتيح الفرج وصفة صلاة خير المرسلين - حمزة الجبالي. وقوله: {فأولئك يبدّل الله سيئاتهم حسنات} تفريع على التوبة والإِيمان والعمل الصالح يصف ما يترتب على ذلك من جميل الأثر وهو أن الله يبدِّل سيئاتهم حسنات.
سورة الفرقان آية 77: الترجمة الأوكرانية Українська - الأوكرانية. Mais puisque vous avez osé démentir (Son Messager), vous (avez mérité que votre supplice) soit inexorable. وقوله: {وإذا مروا باللغو مروا كراماً} اللغو ما لا يعتد به من الأفعال والأقوال لعدم اشتماله على غرض عقلائي ويعم - كما قيل - جميع المعاصي، والمراد بالمرور باللغو المرور بأهل اللغو وهم مشتغلون به. 2023 © جميع الحقوق محفوظة.
فتح القدير 1/5: الجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير - الامام محمد بن علي بن محمد الشوكاني
والقوام بالفتح الواسط العدل، وبالكسر ما يقوم به الشيء وقوله: {بين ذلك} متعلق بالقوام، والمعنى: وكان إنفاقهم وسطاً عدلاً بين ما ذكر من الاسراف والقتر فقوله: {وكان بين ذلك قواماً} تنصيص على ما يستفاد من قوله: {إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا}، فصدر الآية ينفي طرفي الافراط والتفريط في الانفاق، وذيلها يثبت الوسط. وفيه أن هذا المعنى لا يلائم تفرّع قوله: {فقد كذَّبتم} عليه وكان عليه من حق الكلام أن يُقال: وقد كذَّبتم! فيشمل الكذب وكل لهو باطل كالغناء والفحش والخناء بوجه، وقال أيضاً: يقال: تكرم فلا عما يشينه إذا تنزه وأكرم نفسه منه انتهى. وقوله: ( فَقَدْ كَذَّبْتُمْ) يقول تعالى ذكره لمشركي قريش قوم رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقد كذبتم أيها القوم رسولكم الذي أرسل إليكم وخالفتم أمر ربكم الذي أمر بالتمسك به لو تمسكتم به, كان يعبأ بكم ربي، فسوف يكون تكذيبكم رسول ربكم, وخلافكم أمر بارئكم, عذابًا لكم ملازما, قتلا بالسيوف وهلاكا لكم مفنيا يلحق بعضكم بعضا, كما قال أبو ذُؤَيب الهُذَليّ: فَفاجــــأَهُ بِعادِيَــــةٍ لِـــزَامٍ. قال: قال عبد الرحمن: خمس قد مضين: الدخان, واللزام, والبطشة, والقمر, والروم. أو إشارة إلى ما كان يفعله جهلة مشركي العرب فإنهم كانوا يرون أن دعاء آلهتهم إنما ينفعهم في البر وأما البحر فإنه لله لا يشاركه فيه أحد فالمراد دعاؤه تعالى في مورد كما عند شدائد البحر من طوفان ونحوه ودعاء غيره معه في مورد وهو البر، وأحسن الوجوه أوسطها. الموسوعة الكبرى لأطراف الحديث النبوي الشريف 1-50 ج30.
تفسير الشوكاني (فتح القدير) 1-6 مع الفهارس ج4. يُضَاعَفْ لَهُ ٱلْعَذَابُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً. قوله تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر} إلى آخر الآية هذا هو الشرك وأصول الوثنية لا تجيز دعاءه تعالى وعبادته أصلاً لا وحده ولا مع آلهتهم وإنما توجب دعاء آلهتهم وعبادتهم ليقرِّبوهم إلى الله زلفى ويشفعوا لهم عنده. وفيه أخرج أحمد وهنّاد ومسلم والترمذي وابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ذرّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه فتعرض عليه صغارها وينحّى عنه كبارها فيقال: عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا وهو مقرٌّ ليس ينكر وهو مشفق من الكبار أن تجيء فيقال: أعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة"]. وللنصب في اللزامِ وجه آخر غير الذي قلناه, وهو أن يكون في قوله ( يَكُون) مجهول, ثم ينصب اللزام على الخبر كما قيل: إذَا كان طَعْنًا بَيْنَهُمْ وَقتالا. Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية. وفي الدر المنثور أخرج الفاريابي وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن مسعود قال: " سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أي الذنب أكبر؟ قال: أن تجعل لله ندَّاً وهو خلقك. وقد وصفتهم الآية بوصفين من صفاتهم: أحدهما: ما اشتمل عليه قوله: {الذين يمشون على الأرض هوناً} والهون على ما ذكره الراغب التذلل، والأشبه حينئذ أن يكون المشي على الأرض كناية عن عيشتهم بمخالطة الناس ومعاشرتهم فهم في أنفسهم متذللون لربهم ومتواضعون للناس لما أنهم عباد الله غير مستكبرين على الله ولا مستعلين على غيرهم بغير حق، وأما التذلل لأعداء الله ابتغاء ما عندهم من العزة الوهمية فحاشاهم وإن كان الهون بمعنى الرفق واللين فالمراد أنهم يمشون من غير تكبر وتبختر. وقال في (لزم): واللزام: الملازم قال أبو ذؤيب: ( البيت كروايته في لقف) ثم فسره كما فسره هناك. قوله تعالى: {والذين إذا ذُكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعمياناً} الخرور على الأرض السقوط عليها وكأنها في الآية كناية عن لزوم الشيء والانكباب عليه. وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً. التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ).
وفي المجمع روى العيّاشي بإسناده عن بريد بن معاوية العجلي قال: قلت لأبي جعفر. قوله تعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدّل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً} استثناء من لقي الأثام والخلود فيه، وقد أُخذ في المستثنى التوبة والإِيمان وإتيان العمل الصالح، أما التوبة وهي الرجوع عن المعصية وأقل مراتبها الندم فلو لم يتحقق لم ينتزع العبد عن المعصية ولم يزل مقيماً عليها، وأما إتيان العمل الصالح فهو مما تستقر به التوبة وبه تكون نصوحاً. سورة الفرقان آية 77: الترجمة الأذرية Azərbaycanca / آذربايجان - الأذرية. والمعنى: ما يبالي بكم ربي أو ما يبقيكم ربي لولا عبادتكم له. والخلود في العذاب في الشرك لا ريب فيه، وأما الخلود فيه عند قتل النفس المحترمة والزنا وهما من الكبائر وقد صرّح القرآن بذلك فيهما وكذا في أكل الربا فيمكن أن يحمل على اقتضاء طبع المعصية ذلك كما ربما استفيد من ظاهر قوله: {إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}. قال: والعادية: القوم يعدون على أرجلهم أي: فحملتهم لزامًا ، كأنهم لزموه ، لا يفارقون ما هم فيه. وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً. وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّواْ عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً. سورة الفرقان آية 77: الترجمة الإسبانية (أمريكا اللاتينية) - المنتدى الإسلامي Español - الإسبانية. الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ). سورة الفرقان آية 77: الترجمة الفارسية - حسين تاجي فارسی - الفارسية.
زاد المؤمنين من الدعاء المستجاب ومفاتيح الفرج وصفة صلاة خير المرسلين - حمزة الجبالي
حدثنا بن حميد, قال: ثنا سلمة, عن عمرو, عن مغيرة, عن إبراهيم, قال: اللزام: يوم بدر. كمَــا يَتَفَجَّــرُ الحَــوْضُ اللَّقِيـفُ (8). وفي المجمع روي عن معاذ أنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك فقال: "من أعطى في غير حق فقد أسرف، ومن منع من حق فقد قتر"]. عن السماع فقال: لأهل الحجاز رأي فيه وهو في حيز الباطل واللهو أما سمعت الله عز وجل يقول: {وأذا مرُّوا باللغو مرُّوا كراماً}. تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ). وإلى مثل هذا يمكن أن تكون الإِشارة بقوله: {فأولئك يبدِّل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً}.
في المجمع في قوله تعالى: {الذين يمشون على الأرض هوناً} قال أبو عبد الله. وفي الكافي: احمد بن محمد بن علي عن محمد بن سنان عن أبي الحسن. الترجمات والتفاسير لهذه الآية: - سورة الفرقان آية 77: الترجمة الأمهرية አማርኛ - الأمهرية. سورة الفرقان آية 77: الترجمة البرتغالية Português - البرتغالية. وهذه الآثار السيئة التي يتبعها العقاب أعني السيئات لازمة للانسان حتى يؤخذ بها يوم تبلى السرائر.
الامام محمد بن علي بن محمد الشوكاني. قوله تعالى: {يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً} بيان للقاء الأثام، وقوله: {ويخلد فيه مهاناً} أي يخلد في العذاب وقد وقعت عليه الإِهانة. Dis: « Sans vos prières, mon Seigneur ne Se soucierait aucunement de vous. فلا بدع في أن يبدُّل السيئات حسنات وهو الله يفعل ما يشاء. سورة الفرقان آية 77: الترجمة الأوزبكية - محمد صادق Ўзбек - الأوزبكية. والمعنى: وهم الذين يدركون الليل حال كونهم ساجدين فيه لربهم وقائمين يتراوحون سجوداً وقياماً، ويمكن أن يراد به التهجد بنوافل الليل.