قال الله تعالى: "ولقد آتينا داود وسليمان علماً وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين" فأي نعمة أفضل مما أوتي داود وسليمان عليهما السلام. وعلى والدي بالإسلام لك, والإيمان بك "وأن أعمل صالحاً ترضاه" أي عملاً تحبه وترضاه "وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين" أي إذا توفيتني فألحقني بالصالحين من عبادك, والرفيق الأعلى من أوليائك, ومن قال من المفسرين أن هذا الوادي كان بأرض الشام أو بغيره, وأن هذه النملة كانت ذات جناحين كالذباب أو غير ذلك من الأقاويل, فلا حاصل لها. ذكر من قال ذلك: حدثني علي ، قال: ثنا أبو صالح قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله " قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك " يقول: اجعلني. يقول تعالى ذكره: فتبسم سليمان ضاحكا من قول النمل التي قالت ما قالت ، وقال " رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي " يعني بقوله " أوزعني " ألهمني. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قول الله " رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي " قال في كلام العرب ، تقول: أوزع فلان بفلان ، يقول: حرض عليه. ثم شرع سبحانه في ذكر قصة بلقيس وما جرى بينهما وبين سليمان، وذلك بدلالة الهدهد. التي أنعمت علي وعلى والدي " أدرج فيه ذكر والديه تكثيراً للنعمة أو تعميماً لها ، فإن النعمة عليهما نعمة عليه والنعمة عليه يرجع نفعها إليهما سيما الدينية. "
إن ربك يعلم أنك تقوم
قال القرطبي: وأصله من وزع، فكأنه قال: كفني عما يسخطك انتهى. والغرض أن سليمان عليه السلام فهم قولها وتبسم ضاحكاً من ذلك, وهذا أمرعظيم جداً. و( أوزعني) أي ألهمني ذلك. وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا محمد بن بشار, حدثنا يزيد بن هارون, أنبأنا مسعر عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي قال:خرج سليمان بن داود عليهما السلام يستسقي, فإذا هو بنملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول: اللهم إنا خلق من خلقك, ولا غنى بنا عن سقياك وإلا تسقنا تهلكنا. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد في قوله " وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين " قال: مع عبادك الصالحين الأنبياء والمؤمنين. وقوله: "فهم يوزعون" أي يكف أولهم على آخرهم لئلا يتقدم أحد عن منزلته التي هي مرتبة له. الأدعية القرآنية – رب أوزعني أن أشكر نعمتك. قيل: كان أوله التبسم وآخره الضحك. وقال محمد بن إسحاق: يزعم أهل الكتاب أن أم سليمان هي امرأة أوريا التي امتحن الله بها داود ، أو أنه بعد موت زوجها تزوجها داود فولدت له سليمان عليه السلام. وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين " أي مع عبادك ، عن أبن زيد وقيل: المعنى في جملة عبادك الصالحين. والمفعول الثاني لأوزعني هو: أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي. رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ... منذ 2020-04-20. أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا يحيى بن سليمان، حدثني ابن وهب، أخبرنا عمرو، هو ابن الحارث، أخبرنا النضر، حدثه عن سليمان بن يسار، عن عائشة قالت: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعاً قط ضاحكاً حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم". "وقال رب أوزعني"، ألهمني، "أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه، وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين"، أي: أدخلني في جملتهم، وأثبت اسمي مع أسمائهم واحشرني في زمرتهم، قال ابن عباس: يريد مع إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ومن بعدهم من النبيين.
قال ربي اوزعني ان اشكر نعمتك
وقد ثبت في الصحيح عند مسلم من طريق عبد الرزاق, عن معمر عن همام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قرصت نبياً من الأنبياء نملة, فأمر بقرية النمل فأحرقت, فأوحى الله إليه, أفي أن قرصتك نملة أهلكت أمة من الأمم تسبح ؟ فهلا نملة واحدة ؟". قال أبو الفرج بن الجوزي: المضرحية هن النسور الحمراء. أخبرنا عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني، أخبرنا أبو القاسم الخزاعي، أخبرنا الهيثم بن كليب، حدثنا أبو عيسى، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن الحارث بن جزء قال: "ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم". And (Solomon) smiled, laughing at her speech, and said: My Lord, arouse me to be thankful for Thy favor wherewith Thou hast favored me and my parents, and to do good that shall be pleasing unto Thee, and include me in (the number of) Thy righteous staves. قوله تعالى: " وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي " فـ( أن) مصدرية. ولكن الله سبحانه كان قد أفهم سليمان ما يتخاطب به الطيور في الهواء, وما تنطق به الحيوانات على اختلاف أصنافها, ولهذا قال تعالى: "علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء" أي مما يحتاج إليه الملك "إن هذا لهو الفضل المبين" أي الظاهر البين لله علينا. وقوله تعالى: "وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون" أي وجمع لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير, يعني ركب فيهم في أبهة وعظمة كبيرة في الإنس وكانوا هم الذين يلونه, والجن وهم بعدهم في المنزلة, والطير ومنزلتها فوق رأسه, فإن كان حر أظلته منه بأجنحتها. 19 -" فتبسم ضاحكاً من قولها " تعجباً من حذرها وتحذيرها واهتدائها إلى مصالحها ، وسروراً بما خصه الله تعالى به من إدراك همسها وفهم غرضها ولذلك سأل توفيق شكره ، " وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك " أي اجعلني أزع شكر نعمتك عندي ، أي أكفه وأرتبطه لا ينفلت عني بحيث لا أنفك عنه ، وقرأ البزي و ورش بفتح ياء " أوزعني ". "
رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ. وسيأتي لهذا مزيد بيان في سورة ( ص) إن شاء الله تعالى. " وعن نوف البكالي أنه قال: كان نمل سليمان أمثال الذئاب, هكذا رأيته مضبوطاً بالياء المثناة من تحت, وإنما هو بالباء الموحدة وذلك تصحيف, والله أعلم. قال مقاتل: كان ضحك سليمان من قول النملة تعجباً، لأن الإنسان إذا رأى مالا عهد له به تعجب وضحك، ثم حمد سليمان ربه على ما أنعم عليه. 19 - (فتبسم) سليمان ابتداء (ضاحكا) انتهاء (من قولها) وقد سمعه من ثلاثة أميال حملته إليه الريح فحبس جنده حين أشرف على واديهم حتى دخلوا بيوتهم وكان جنده ركبانا ومشاة في هذا السير (وقال رب أوزعني) ألهمني (أن أشكر نعمتك التي أنعمت) بها (علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين) الأنبياء والأولياء. فقال سليمان: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم. لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا. وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل. وقوله "ضاحكاً"، أي: متبسماً. وأصله من وزع فكأنه قال: كفني عما يسخط. قال مجاهد: جعل على كل صنف وزعة يردون أولاها على أخراها لئلا يتقدموا في المسير كما يفعل الملوك اليوم. وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين " في عدادهم الجنة. So order me that I may be grateful for Thy favours, which Thou hast bestowed on me and on my parents, and that I may work the righteousness that will please Thee: and admit me, by Thy Grace, to the ranks of Thy Righteous Servants. وقيل: أدخلني الجنة برحمتك مع عبادك الصالحين.
وقوله " وأن أعمل صالحا ترضاه " يقول: وأوزعني أن أعمل بطاعتك وما ترضاه " وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين " يقول: وأدخلني برحمتك مع عبادك الصالحين ، الذي اخترتهم لرسالتك وانتخبتهم لوحيك ، يقول: أدخلني من الجنة مداخلهم. وأن أعمل صالحاً ترضاه " إتماماً للشكر واستدامة للنعمة. " وقال ابن زيد " أوزعني " ألهمني وحرضني على أن أشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدي. بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ. رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ( 19). قال الواحدي: أوزعني أي ألهمني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي، يقال فلان موزع بكذا: أي مولع به انتهى.